أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

د. وائل عبد القادر يكتب من ايطاليا –ميلانو المصريين بالخارج

نقلا عن جريدة " اليوم الدولى" العدد العاشر حاليا بالآسواق

نقلا عن جريدة ” اليوم الدولى” العدد العاشر حاليا بالآسواق

لم يختلف دور المصريين بالخارج عن المقيمين بداخل البلد منذ بداية شرارة ثورة‏30‏ يونيو حيث لعب المصريون بالخارج دورا واضحا وكبيرا في تصحيح صورة مصر بعد‏30‏ يونيو‏ وتصحيح مفاهيم دول أوروبا من أكذوبة أن الذي حدث في مصر هو انقلاب عسكري ولم تكن ثورة شعبية حيث نظموا مظاهرات في البلدان التي يعيشون بها لتأكيد أن‏30‏ يونيو هي ثورة شعبية رافضة لنظام حكم جماعة الاخوان
سيتوقف المؤرخون والباحثون كثيراً، أمام ثورة الثلاثين من يونيو، بالدراسة والتحليل، واسمحوا لي في هذا السياق، أن أتوقف أمام ثلاثة مسارات مضت فيهم الثورة منذ انطلقت عام 2013 وحتى الآن، وهي التصدي للإرهاب، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية.
كانت بداية المسار الأول للثورة هي رفض الحكم الديني، ورفض الاستئثار بالسلطة، ومواجهة ما يترتب على هذا الرفض من إرهاب وعنف، حيث أعلنت الثورة منذ البداية أن شعب مصر لا يقبل ولن يقبل سطوة أية جماعة أو فئة، وأمر الشعب قواته المسلحة وشرطته بمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
أما المسار الثاني الذي فرضته ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، فكان مواجهة القوى الخارجية الداعمة للإرهاب ولجماعات التطرف، حيث كانت ثورة يونيو إيذانا بمواجهةٍ أكبر من مجرد التخلص من حكمٍ جائر فقط فكانت بداية لاستعادة مصر لدورها الإقليمي النشط ومواجهتها للدول التي تسعى في المنطقة خراباً عن طريق تمويل ورعاية الإرهاب وجماعاته، وقيام مصر كذلك بمساندة الدول الشقيقة في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية.
وثالثا كان المسار الأخير الذي قرره الشعب المصري في ثورته في الثلاثين من يونيو، هو مسار التنمية بشقيها السياسي والاقتصادي.
انطلقت المشروعات الكبرى في أرجاء مصر كافة، وتم الشروع في تنفيذ برنامج طموح وجاد للإصلاح الاقتصادي، يستهدف تغيير واقع مصر ومعالجة ما طال أمده من مشكلاتها وأزماتها الاقتصادية.
واليوم، ورغم أن تغيير واقع الشعوب يحتاج لوقت طويل، إلا أننا يجب أن ننظر بفخر إلى ما حققناه ونحققه كل يوم فالا يمكن أن ينكر احد الجهود التنموية التي تحدث في مصر، سواء من حيث الإرادة السياسية للإصلاح، أو تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي أو تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على ضخ مزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل جديدة ورفع معدلات النمو الاقتصادي.
تحية إلى الشعب المصري الذي رفض التطرف والإرهاب، وأصر على الحفاظ على هوية مصر كما صاغها الزمن على مر القرون، وطناً لجميع أبنائه دون تمييز أو تفرقة وحصناً منيعاً في منطقتنا ضد الفوضى والدمار.
وتحيةٌ إلى هذا الشعب الذي يتفهم بوعي وحكمة القرارات الصعبة التي يتعين اتخاذها، ويتحمل بشموخ وصبر مشاق الإصلاح الاقتصادي وأعباءه ينظر إلى المستقبل بثقة ويعلم علم اليقين أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.