رباب يوسف القعيد: والدى اقتنع بموهبتى كممثلة، بعد أن شاهدنى فى “سينما مصر”
لم يكن والدها الكاتب الكبير يوسف القعيد متحمساً لعملها بالفن، وأقنعها بدراسة الحقوق، وذلك عندما لم يحالفها الحظ فى الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، فالتحقت بكلية الحقوق جامعة عين شمس، على أمل أن تحقق حلمها المؤجل بعد تخرجها، لكن ذلك لم يحدث، حيث أخذتها الحياة العملية، حيث عملت كمعدة برامج فنية بقنوات النيل المتخصصة، حتى اقترح عليها بعض أصدقائها الإلتحاق بمركز الإبداع الفنى، فتجدد أملها فى تحقيق الحلم القديم ..
وعن تلك الفترة تقول رباب يوسف القعيد: كنت قد شاهدت عرض “قهوة سادة” مع والدى على خشبة مسرح مركز الإبداع حين عرضه، وأعجبنى كثيراً، وبعد أن اقترح على البعض الالتحاق بورشة بمركز الإبداع تواصلت مع الأستاذ خالد جلال وطلبت منه التقدم للورشة، وكان يعرض وقتها عرض “بعد الليل”، فدعانى مع والدى لمشاهدته، وتحدث معى بعد العرض، وقمت بملأ استمارة الإلتحاق بالمركز، وقال لى سنتصل بك عندما نبدأ الدفعة الجديدة، وبعد مرور عدة أشهر طلبونى لعمل مقابلة مع الأستاذ خالد، وبعد المقابلة أبلغني أنهم سيرسلون لى قريباً، ومرت فترة طويلة، كنت خلالها أقابل د. خالد واذكره بنفسى، وكان يقول لى أنه متذكرنى وسيتصل بى، ثم تقابلنا فى إحدى المناسبات من حوالى عام ونصف، وبمجرد أن رآني أبلغني أنه بدأ الورشة الجديدة وطلب منى الحضور للمركز، فذهبت والتحقت بالورشة الحالية ونعرض حالياً “سينما مصر”.
وتستطرد رباب: سعدت جداً باختيارى ضمن الورشة حتى أحقق حلمى القديم ولا أنسى دعم ومساندة الأستاذ خالد جلال والذى أعتبره بمثابة أب ثانى لى فوالدى لم يكن مقنعاً بى كممثلة، رغم أنه روائى ومفكر كبير، لولا دعم د. خالد لى، وصبره علىّ، كلما فكرت فى أننى لن استطيع الاستمرار.
وحول مشاهدها بالعرض تقول: عندما طلب منا الأستاذ خالد تقديم مشاهد من السينما القديمة اخترت مشهداً كوميدياً للفنانة سعاد حسنى من فيلم “الزواج على الطريقة الحديثة” عندما يتقدم عبد المنعم إبراهيم لخطبتها، وعندما قدمته أعجب الاستاذ خالد جداً، وقال لى أن اختيارى لهذا المشهد ذكاء منى لأنه مختلف عن طبيعتى، خاصة وأن المشهد به تنقلات من الكوميدى إلى التراجيدى، ثم اقترح زملائى بالورشة أن استغل التشابه بينى وبين الفنانة ليلى علوى، وأقدم مشهداً لها، وبما أننى من عشاق ليلى علوى ومن أكثر أفلامها القريبة من قلبى فيلم “خرج ولم يعد” وكذلك فيلم “إعدام ميت”، فقمت بتحضير مشهدين منهما، واستقر الأستاذ خالد على مشهد “خرج ولم يعد”، وقرر أن يكون هذا هو مشهدى الأساسى بالعرض، على أن أقدم مشهد “الزواج على الطريقة الحديثة” فى وقت لاحق عند تبديل المشاهد.
المزيد من المشاركات
وتؤكد رباب يوسف القعيد أن المخرج خالد جلال قد منحها الثقة فى نفسها وجعلها تكتشف موهبتهافى التمثيل، وفى ذلك تقول: الأستاذ خالد يجبرك على خوض التجربة، واكتشاف قدراتك بنفسك، مثله فى ذلك مثل مدرب السباحة الذى تذهب إليه لأول مرة فيلقى بك فى الماء فتجد أنه ليس أمامك إلا أن تعوم أو تغرق،
وهذا ما فعله معى الأستاذ ألقانى على المسرح فكان لزاماً على أن أمثل حتى أصل إلى بر الأمان وأنال رضاء الجمهور.
وتختتم رباب حديثها: لا شك أننى تعلمت من الأستاذ خالد جلال أشياء كثيرة وهامة، يأتى على رأسها الإلتزام، ووقوفى على المسرح ومغادرتى الخشبة وعودتى إليها فى الظلام الدامس، سرعتى القصوى فى الكواليس، كل هذه الأشياء الجميلة تعلمتها واستفدتها من خلال وجودى بمركز الابداع، وسعيدة جدا بزملائى فى العمل، وأتمنى أن أكون قد حققت نسبة مما كان يراه الأستاذ خالد فىّ، وأن اكون عند حسن ظنه بى، والذى كان جهده مفاجأة لوالدى عندما حضر لمشاهدة العرض وفوجئ بأدائى على المسرح.
