أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

ريال مدريد وأيام الخوالي

الإرتكاز الدفاعي ثنائي المحور ..الادوار و الواجبات المطلوبه

“يملك ريال مدريد لاعبين كبار مثل بيكهام ورونالدو وراؤول، وبإرتكاز دفاعي صريح يقطع الكرات، المشكلة في عدم وجود لاعب ينقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم. ارتكاز مساند يملك رؤية لتوزيع الكرات إلى المهاجمين أو إلى صانع ألعاب كزيدان”.

بحديث العبقري أريغو ساكي عن مشكلة “غلاكتيكوس” ريال مدريد نبدأ موضوعنا اليوم عن أهمية التخصص بالمراكز في وسط الملعب في كرة القدم الحديثة.

ساكي أدرك أهمية لاعبي الارتكاز في تطوير شكل الفريق وجعله أكثر إبداع بجانب دورهم في تأمين المناطق الخلفية لفريقه فكون ثنائيا عظيما بعيد كل البعد عن الكلاسيكية التقليدية بقيادة انشيلوتي ورايكارد كان له الفضل الكبير في سطوة البيج ميلان آنذاك.

خط الوسط هو العمود الفقري لأي خطة كروية مهما كان شكلها وبالعودة لحديث ساكي نجد أن دور لاعب الإرتكاز الدفاعي التقليدي بقطع الكرة فقط لم يكن كافيا حتى بوجود أفضل لاعبي العالم بجانبه وكان الحل في ذلك هو استحداث تخصص جديد لأحد محاور الوسط يتكفل بإيصال الكرات لصانع الألعاب او الى الأجنحة .. هذا اللاعب يسمى بالإرتكاز المساند “ديب لاينج ميدفيلدر” .

الجمع بين هذا اللاعب مع اللاعب المحطم لهجمات الخصوم شكل ثنائية إرتكاز في خط الوسط (خاصة بخطة 2-4-4 و 1-3-2-4) تعرف بالمحطم والمنتج “Destroyer + creator” ومن أشهر الأمثلة عليها كاريمبو وبيتي، جيلبيرتو سيلفا وفييرا ، جيلبرتو سيلفا وكييرسون ، أوبي ميكيل/ايسيان ولامبارد.

هناك نوع آخر شبيه بهذا الثنائي لكنه مطور يتمثل بوجود قدرة إضافية لدى الارتكاز المساند وهي قدرته على المساهمة الهجومية والتسديد وارسال الكرات القصيرة والطويلة بدقة بشكل متكرر مما يجعل هذا اللاعب يعرف بالمحور الكامل، وأبرز مثال عليها اللاعب بول سكولز في ثنائيته الشهيرة مع روي كين اللاعب الذي لا يكل ولا يمل من الجري وقطع الكرات والمساندة الأمامية.

التنوع الكبير في صفات اللاعبين وخصائصهم البدنية والفنية أثرى هذا المركز كثيرا وجعله من اغنى خطوط الفرق تنوعا و ديناميكية فأصبحنا نجد بجانب لاعب الوسط الدفاعي المختص بقطع الكرات لاعب آخر يساند دفاعيا ويتقدم للأمام وقد نجده يسجل الكثير من الأهداف (أرتورو فيدال مثلا)، وهذا اللاعب يسمى لاعب الإرتكاز البوكس تو بوكس ليشكلا معا ثنائية تعرف بالمحطم والبوكس تو بوكس “Destroyer + box to box” ومن الأمثلة عليها ماكيللي وفييرا،لويس غوستافو وباولينهو، لويس غوستافو وشفاينشتاغر ، فيرناندينهو ويايا توريه، أوبي ميكيل وماتيتش مع هيدينك.

إجتماع لاعب مختص بعرقلة الخصوم و افتكاك الكرة ثم تسليمها للاعب مساند بجواره له القدرة على البناء من العمق وضبط الايقاع والتحول لبلاي ميكر إن تطلبت الحاجة يجعلنا أمام ثنائية عصرية تسمى “Defender mid + Regista” مثل ثنائية المحارب غاتوزو والمايسترو بيرلو في ميلان أو الريجيستا الإيطالية بتواجد دي روسي بجانبه.

ثنائي محور مشابه لدور الريجستا والمحطم لكنه أكثر ضرر على الخصوم هجوميا يتمثل بإجتماع لاعب من صفات تشابي الونسو، صانع لعب من العمق متمركز على الدائرة “Deep lying mid” مع بوكس تو بوكس مثل سامي خضيرة يقطع الكرات ويتوجه للأمام، نفس الأدوار تقريبا كانت لدى الثنائي سيبيستيان كيل أو بيندر بجانب إلكاي غوندوغان في دورتموند.

في جميع الحالات السابقة كان المدربون محظوظون بتوفرهم على لاعب واحد على الأقل يجمع بين الشق الدفاعي والهجومي والرؤية السليمة التي تساعد على بناء الهجمات فما بالك عندما تتوفر على لاعبين يجيدان التمرير والضغط والافتكاك والبناء معا .. هذا المدرب الأكثر من محظوظ كان ديل بوسكي عندما إجتمع لديه بوسكيتس وتشابي ألونسو فقاداه للقبي المونديال واليورو بأداء متوازن للغاية للماتادور الإسباني .. مثال آخر يوب هاينكس وموسم الثلاثية مع بايرن ميونيخ عندما توفر لديه خافي مارتينيز وشفايني.

ثنائية أخرى شاهدناها في ملعب الامارات شكلها الثنائي مايكل أرتيتا والكسندر سونع الأول يجيد الإفتكاك والتمرير العرضي والآخر يقطع للأمام مسرعا بالكرة ، ثنائية خاصة تسمى بثنائية ” Runner, Creator + Passer, Destroyer”… في مانشستر يونايتد كذلك كان هناك مايكل كاريك الممرر للاطراف و فليتشر او اندرسون للجري أماما.

من تابع منتخب هولندا في كأس العالم 2010 لاحظ التألق الكبير لصانع ألعابه ويسلي شنايدر الذي أبدع في تمويل زملائه هجوميا وذلك بفضل الحرية التي كان يتمتع بها لوجود تغطية دائمة خلفه من الثنائي دي يونغ و فان بومل .. ثنائي دفاعي بحت أقرب للكلاسيكية اعتمد عليه المدير الفني مارك فان مارفيك وكذلك كارلوس دونغا في كأرس القارات 2009 بوجود فيليبي ميللو بجانب جيلبيرتو سيلفا جعل منتخب السيليساو أكثر تحفظا برغم حصوله على لقب تلك البطولة.

هناك أيضا ما يسمى بثنائية “2box to box ”
أثبتت فشلها مع منتخب انجلترا بتواجد لامبارد و جيرارد معا دون تنسيق بينهما فكانا يصعدان معا وينسيا واجباتهما الدفاعية وهذا ما فطن له يواكيم لوف واستغله في مونديال 2010 عندما التقت انجلترا بالمانيا فضربها برباعية بإستغلاله للمساحة التي كان يخلفها ورائه هذا الثنائي ..
وعلى النقيض أدى وجود هذه الثنائية نجاحا كبيرا عندما إجتمع روي كين مع بول سكولز و سامي خضيرا رفقة شفاينشتايغر والسبب كان في التنسيق الدائم بينهما والتناوب على الصعود للأمام والتأمين الدفاعي.

الحديث عن محور الإرتكاز الثنائي كبير وطويل ومتشعب والأمثلة كثيرة ومتجددة كذلك، قد نكون أغفلنا بعض الثنائيات وهذا مؤكد نتركه لكم أعزائنا الفانز لذكره في صندوق التعليقات والمناقشة فيه لنستفيد منكم نحن أيضا.

ملاحظات : -لم ننسى اللاعب العبقري ريدوندو وثنائيته مع كاريمبو في ريال مدريد ولكننا بصراحة أقل من ان نصنف هذا اللاعب وتخصصه في وسط الملعب فهو لاعب ارتكاز شامل يملك سحر فضيع شكل طفرة خاصة في مركز الإرتكاز فكان فعلا لاعبا سابقا لأوانه.
-هناك لاعبين مشهورون في مواقع الديب لاينج و البوكس لم نذكرهم هنا سنتعرض الحديث عنهم بشكل كبير في موضوع الإرتكاز ثلاثي المحور لاحقا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.