أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

سر الرضا بالقضاء والقدر: فن التسليم واليقين بالمكافأة الإلهية

 

سر الرضا بالقضاء والقدر: فن التسليم واليقين بالمكافأة الإلهية

 

الرضا : الطريق نحو التسامح والسلام الداخلي

 

الرضا هو مفتاح السر لحياة مليئة بالسلام والفرح

 

بقلم ريهام طارق 

 

الرضا مفتاح السلام الداخلي والسعادة الحقيقية في حياتنا

في لحظات الصعاب والتحديات التي نواجهها في حياتنا، يظل البحث عن الراحة والسلام الداخلي غاية مهمة للكثيرين ومن أهم أسباب هذه الراحة النفسية هو الرضا بالقضاء والقدر.

فمن يستطيع أن يتقبل ما يحدث له ويثق بأن كل شيء يحدث له وبإرادة الله؟

إن الرضا بالقضاء والقدر ليس مجرد قبول للأحداث كما هي، بل هو أسلوب حياة وفلسفة تعين الإنسان على التعامل مع التحديات بشكل بناء وإيجابي يمكن أن يكون الرضا بالقضاء والقدر تحدي كبير للكثيرين، ولكنه في الوقت ذاته يحمل معه العديد من الفوائد الروحية والنفسية.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، فمن الممكن أن يكون هناك الخير فيما نعتبره سيئا والشر فيما نعتبره جيدًا، ولكن الله يعلم ما لا نعلم.

تمتد فوائد الرضا بالقضاء والقدر إلى الصحة النفسية والعقلية للإنسان، حيث يعمل على التخلص من التوتر والقلق والضغوطات النفسية التي قد يواجهها الإنسان في حياته اليومية و يعزز الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي، وعندما يتمتع الإنسان بالرضا بالقضاء والقدر يكافئ الله عبده بحكمته ورحمته فهو يجد السلام الداخلي والطمأنينة في قلبه، وتحقق له السعادة الحقيقية التي لا تعتمد على الظروف الخارجية.

الرضا : الطريق نحو التسامح والسلام الداخلي

الرضا عن الحال يعتبر عملية داخلية تتطلب فهماً عميقاً للذات و للحياة بشكل عام إليك كيف يمكن للإنسان أن يرضى عن حاله والفوائد التي تعود عليه من ذلك:

رؤية الجانب المشرق من الحياة

الاحساس بالرضا يساعد الإنسان على تغيير وجهة نظره نحو الأمور، ورؤية الجانب المشرق من الحياة حتى في الظروف الصعبة.

تعزيز الثقة بالنفس:

الرضا يساعد على تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالقوة الداخلية لمواجهة التحديات والصعوبات.

تحسين العلاقات الاجتماعية:

عندما يكون الإنسان راضيا عن حاله، ينعكس ذلك إيجاباً على علاقاته الاجتماعية، حيث يكون متفهم و أكثر تسامحاً مع الآخرين.

تعزيز الصحة العامة:

الرضا الداخلي يسهم في تحسين الصحة العامة، حيث أنه يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية المرتبطة بالتوتر والضغوط النفسية.

تحقيق السلام الداخلي:

الرضا يجلب السلام الداخلي والاستقرار العاطفي، مما يساعد الإنسان على العيش بسعادة وراحة نفسية.

زيادة الإنتاجية والتفوق:

عندما يكون الإنسان راضيا عن حاله، يزيد ذلك من مستوى تركيزه و إنتاجيته، مما يسهم في تحقيق النجاح والتفوق في مختلف جوانب الحياة.

التفكير الإيجابي:

يبدأ الأمر بتغيير النظرة إلى الأمور بشكل إيجابي عندما يركز الإنسان على الجوانب المشرقة من الحياة ويحاول العثور على الأمل والفرص في كل موقف، فإنه يزيد من فرص الشعور بالرضا.

التقبل والاستسلام:

يجب على الإنسان أن يتقبل الأمور كما هي، دون مقاومة أو تمرد الاستسلام لقوانين الحياة والقدر يساعد على تخفيف التوتر وزيادة السلام الداخلي.

الشعور الدائم بالامتنان:

الشعور بالامتنان يساعد القلب على تحسين النظرة إلى الحياة وتقدير النعم التي يتمتع بها الإنسان، والتركيز على الأشياء الجيدة فيه حياتنا يعزز الشعور بالرضا والسعادة.

التطوع ومساعدة الآخرين:

يساهم تقديم المساعدة والعطاء للآخرين في زيادة الرضا الشخصي، حيث يشعر الإنسان بالفخر والسعادة عندما يكون له دور في جعل حياة الآخرين أفضل.

العمل على تحقيق الأهداف:

يمكن لتحقيق الأهداف والتطلع للنمو الشخصي أن يساهم في زيادة الرضا الشخصي عندما يعمل الإنسان نحو تحقيق أحلامه وطموحاته، يشعر بالرضا و الإنجاز الذاتي.

الاستمتاع باللحظة الحالية:

يجب على الإنسان أن يتعلم كيفية الاستمتاع باللحظة الحالية وعدم التفكير بشكل مستمر في المستقبل أو العودة إلى الماضي الاستمتاع باللحظة الحالية يساهم في تحقيق الرضا الشخصي.

الرضا هو مفتاح السر لحياة مليئة بالسلام والفرح

باختصار علينا أن ندرك أن الرضا عن الحال ليس مجرد حالة نفسية بل هو نهج حياة، عندما يتبنى الإنسان القبول والاستسلام لقضايا الحياة بكل ما فيها من تحديات وصعوبات، يجد السلام الداخلي والسعادة الحقيقية، من خلال تغيير نظرته إلى الحياة، وتقبل ما لا يمكن تغييره، والامتنان لكل لحظة نعيشها من حياتنا.

وفي النهاية، يعتبر الرضا بالقضاء والقدر فنا يتطلب التمرن عليه والتفكير الإيجابي، وهو مفتاح لحياة سعيدة ومستقرة.

دعونا نمارس هذا الفن ونستمتع بـ ثماره، على ثقة بأن الله يكافئ عبده الراضي بأمره بحكمته ورحمته في كل الأوقات.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.