اسباب ونزول سورة النصر بقلم الداعية الإسلامية سوسن محمود محمد

⁦⁩اسباب ونزول سورة النصر بقلم الداعية الإسلامية سوسن محمود محمد

⁦ اسباب ونزول سورة النصر

يقول تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح . . . إلى آخر السورة ] . [ 1 : 3 ] .

نزلت في منصرف النبي – صلى الله عليه وسلم – من غزوة حنين وعاش بعد نزولها سنتين.

أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا عبد العزيز بن سلام ، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال : حدثنا أبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما أقبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من غزوة حنين وأنزل الله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) قال : ” يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة ، قد جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توابا ” .

مقاصد سورة النصر

تعتبر سورة النصر ثاني أقصر السور في القرآن الكريم بعد سورة الكوثر، وهي على صغرها إلَّا أّنَّها تزف البُشرى لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فالمقصد الرئيسي من مقاصد سورة النصر هو خبر البشرى السارة بالنصر والفتح المبين للنبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، حيث تشير الآيات إلى أنَّ نصر الله وفتحه العظيم قريب لا شكَّ فيه أبدًا، قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: “والمراد بالفتح فتح مكة قولًا واحدًا؛ فإنَّ أحياء العرب كانت تُلَوِّحُ بإسلامها فتح مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبيُّ، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا، فلم تمضِ سنتان حتَّى استوثقت جزيرة العرب إيمانًا ولم يبقَ في سائرِ قبائل العرب إلا مظهر للإسلام”، وكان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وقد دخلت القبائل العربية في الإسلام بعد الفتح أفواجًا بالفعل.

المقصود من نزول هذة السورة

وأمَّا مقاصد سورة النصر فيما تبقَّى من السورة، فيقول الله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}.

يقول الطبري في تفسير هذه الآية: “فإن قيل: فماذا يغفر للنَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يؤمر بالاستغفار؟

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم

فقيل: كَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول في دعائه: ربِّ اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنتَ أعلم به منِّي، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي، وجهلي، وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنتَ المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، إنَّك على كلِّ شيء قدير”

وتسمى سورة ( التوديع ) . وهي ثلاث آيات .
تُسمى سورة النصر بسورة التوديع، ويرجع علماء التفسير سبب تسميتها بذلك إلى كونها تضمنت نعي النبي عليه الصلاة والسلام وتوديعه للدنيا، وإخبار الله عز وجل باقتراب أجله، وما فيها من حوادث تُنبئ عن قرب رحيل ووفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام، فهي تتضمن في ثناياها إتمام الرسالة، وأداء الأمانة، وختم مَهمة رسول الله عليه الصلاة والسلام و إنهائها بما نزل من الوحي.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..