أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

صاحب أشهر ضحكة في السينما “حسن فايق ” من الكوميديا للعناء من المرض والوحدة ا

FB_IMG_1568912379520

كتبت /دعاء سنبل

“حسن فايق” فنان  من تراث خاص ومن ظمن الفن الأصيل مخضرم   كوميديا ، ولد في 7 يناير عام 1898 بالإسكندرية،  و اسمه بالكامل حسن فايق محمد الخولى .. وكان والده موظفا في جمرك الإسكندرية استقال وانتقل مع أسرته إلى القاهرة ليسكنوا منطقة حلوان، وفتح هناك محلا لتجارة الأقمشة، وهي المهنة التي عمل بها حسن فايق قبل عمله بالفن …وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية قرر والده أن يكتفي بهذا القدر من التعليم وذات ليلة قادته قدماه إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي، فبهره العرض غناءا وتمثيلاً، وقرر حينها أن يكون مستقبله فى المجال الفني، ولكن كانت العقبة التى تواجهه رفض والده لعمله بالفن .

بعد وفاة والده، قرر حسن فايق احتراف التمثيل وهو فى سن السادسة عشر، فانضم فى البدايات لفرق الهواة، وقدم مع روزاليوسف رواية “فران البندقية”، ولم يكتف بالتمثيل فقط، إذ كون فرقة من الشباب الذى يهوى التمثيل، وكان من بين أعضائها حسين رياض، عباس فارس، المخرج محمد كريم، كما كان بارعاً فى إلقاء المونولوجات التى يؤلفها ويلحنها بنفسه، منتقداً فيها بعض الظروف الاجتماعية فى تلك الفترة.

ربما لا يعرف الكثيرون أن حسن فايق لعب دوراً فى ثورة 1919، من خلال إلقاء المونولوجات الفكاهية التى تسخر من الاستعمار الإنجليزى، فكان المتظاهرون يحملونه على الأعناق، ويسيرون به فى الشوارع وهو يلقى المونولوجات الثورية التى يؤديها بخفة ظل، فيبهج المتظاهرين، وفى نفس الوقت يلهب حماسهم، وقد حدث أثناء الثورة أن مرض ولزم الفراش، فبعث إليه سعد زغلول يأمره بأن يعود إلى المتظاهرين ليلقي بينهم مونولوجاته الحماسية.

كان المسرح بالنسبة لحسن فايق عشقه الأول الذى وجد نفسه فيه، فعمل فى معظم الفرق المسرحية فى تلك الفترة، مثل فرقة رمسيس التى كونها يوسف وهبي، وعمل فيها موسماً كاملاً، لكنه لم يجد نفسه فى عروضها، كما انضم لفرقة جورج أبيض، وجرب نفسه فى تمثيل التراجيدي، ولكنه لم ينجح فى هذا اللون، كما انضم لفرقة نجيب الريحاني، وعندما تكونت الفرقة القومية انضم إليها لمدة عام واحد، وتركها لخلاف وقع بينه وبين مخرج الفرقة الفنان زكي طليمات، وهو ما جعله يعود إلى فرقة الريحاني التى أصبح من أبرز نجومها، وكان يقدم دائماً دور الرجل الساذج الطيب القلب، كما انضم لفرقة إسماعيل يس، وكانت آخر الفرق المسرحية التى انضم إليها فرقة التليفزيون تحت إشراف السيد بدير، ولكنه لم يستمر فيها كثيراً، وفى حوار قديم له قال أن المسرح هو الأقرب لقلبه لأنه يعطيه قدراً من الشجاعة لمواجهة الجمهور.

FB_IMG_1568912371093

المزيد من المشاركات

فى صمت وهدوء رحل عمدة الدراما المصرية

لضحكة حسن فايق التى كان يتميز بها سر كشف عنه و قال أن الضحكة لم تكن من خياله، ولكنه فوجئ عند تقديمه لمسرحية “أنيس الجليس” بجلوس أحد الباشوات في الصف الأول، وكان يطلق هذه الضحكة الطفولية، وهو ما كان يثير ضحكات الجمهور من الجالسين حوله، فقرر اقتباس هذه الضحكة لتصبح رفيقة مشواره الفني.

كان الفنان حسن فايق من أوائل الفنانين الذين عملوا فى السينما منذ بدايتها، حيث بدأ مشواره السينمائي عام 1932 من خلال فيلم “أولاد الذوات” إخراج محمد كريم، وبطولة يوسف وهبي، وأمينة رزق وسراج منير، ثم قدم بعده بثلاث سنوات فيلم عنتر أفندي الذى أخرجه وشارك فى تأليفه ومثله إستيفان روستي، أما الفيلم الثالث الذى اشترك فيه فهو “بسلامته عايز يتجوز” مع نجيب الريحاني وعبدالفتاح القصري وزينات صدقي، وحقق فى هذا الفيلم نجاحاً كبيراً، وبدأ الجمهور يعرف اسمه، ثم توالت أفلامه بعد ذلك، وخلال مشواره السينمائي الممتد قدم عشرات الأفلام مع كل نجوم السينما فى تلك الفترة مثل نجيب الريحاني، يوسف وهبي، إسماعيل يس، أنور وجدي، فريد الأطرش، رشدي أباظة، عبدالحليم حافظ، ليلى مراد، صباح وشادية منها «عريس الهنا» و«لعبة الست» و«أبوحلموس» و«العيش والملح» و«قمر 14» و«نشالة هانم» و«حسن ومرقص وكوهين» و«إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوان» و«سكر هانم» و«خطيب ماما» و«الزوجة 13» و«ليلة الدخلة» و«شارع الحب»…وكان أخر افلامه فيلم معبودة الجماهير عام 1967 .

FB_IMG_1568912373845

كان حسن فايق من الفنانين الذين لا يحبون كثيراً التحدث عن حياتهم الخاصة، وكان حريصاً على إبعاد أسرته عن الأضواء، وقد تزوج مرتان، الأولى من السيدة نعيمة صالح التى أنجبت لها ابنتان هما وداد وعلية، وعاش معها 40 عاماً حتى توفاها الله، أما الزيجة الثانية فكانت من فتاة اسمها حورية صبور، وكانت فى الثلاثين من عمرها، وقد تعرض حينها لحملة قاسية من الصحافة، حيث هاجمته بعنف لأنه تزوج فتاة تصغره بثلاثين عاماً، بالإضافة إلى أنه لم ينتظر حتى تمر ذكرى الأربعين على رحيل زوجته وأم بناته، مما اضطره لأن يدافع عن نفسه، ويتحدث عن ظروف تلك الزيجة فى حوار صحفي فقال “أنا رجل اعتدت الحياة الأسرية، وشقيقتي جاءت لتعيش معي بعد رحيل زوجتي، وليس من المعقول أن تترك بيتها وزوجها للتفرع للعناية بي، خصوصاً أن بناتي تزوجوا، ورجل فى مثل سني يحتاج إلى من يرعاه ويخدمه، وأنا لن أقبل أن تكون هذه الرعاية من خادم أو خادمة، لذلك تزوجت، وأضاف أن بناته غضبوا فى البداية، لكنهم بعد ذلك تفهموا موقفه، واقتنعوا لأنهم جميعاً تزوجوا ولهم حياتهم”.

عانى حسن فايق من محنة المرض حوالى 15 عاماً، فقى أحد الأيام كان جالساً فى أحد محلات الأحذية فإذا بفنجان القهوة يرتعش فى يده، ثم يسقط على ثيابه وفى ثوان سقط على الكرسى دون حراك، وتقدم أحد الأطباء الذى تصادف وجوده فى المكان ليقول بأن الفنان أصيب بالشلل النصفي، ولم يقتصر الأمر على المرض فقط، إذ عانى أيضا من تجاهل المسئولين لعلاجه، فاضطر أن يرسل مذكرة للمسئولين للتدخل من أجل علاجه، فكان يعالج على فترات على نفقة الدولة، وبالإضافة لذلك، فلم يعد يزوره أحد من أصدقائه الفنانين، ولم يخفف عنه قليلاً سوى القرار الذى أصدره الرئيس السادات بصرف معاش استثنائى له .

أثناء فترة مرضه لم يزره أحد من الفنانين سوى فنان واحد و صرح فى ذلك قائلا : ” أريد أن أقول عن شيء يحز في نفسي، وهو أنني منذ التحقت بمركز التأهيل لم يزرني إلا فنان واحد هو الشاب الحنون أحمد مظهر، يجب أن أقول أيضا أنه الوحيد الذي كان يزورني في المستشفى الايطالي، وفي بيتي رغم أنه ليس من جيلنا، ورغم أنني لا تربطني به علاقة قديمة، أين أصدقاء العمر؟ أين زملاء الكفاح؟ أين الفنانون الذين اعرفهم من ثلاثين عاما؟ ” .

ووجه حسن فايق وقتها عتاب إلى الفنان الراحل فريد شوقي، كونه لم يقم بزيارته ولو لمرة واحدة قائلًا: الفيللا اللي بجوار مركز التأهيل ساكن فيها فريد شوقي، عمره ما هان عليه يفوت خمس دقائق يقول لي أزيك يا حسن ويجبر بخاطري .

فى يوم 14 سبتمبر عام 1980 أصيب بهبوط حاد ودخل المستشفى و توفى صاحب أشهر ضحكة فى السينما بعد أن أمتع الجماهير بأدواره الكوميدية سواء فى المسرح اوالسينما.

.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.