أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

“صاحب المقام ” ، بعيدا عن الفذلكة والمتفلسفين والاتهامات … فيلم يستحق المشاهدة

“صاحب المقام ” ، بعيدا عن الفذلكة والمتفلسفين والاتهامات … فيلم يستحق المشاهدة

كتبت : نجلاء فتح الله

المزيد من المشاركات

محمد صلاح آدم:سعادتي تكمن في المشاركة بأدوار مهمة في مسلسلات…

قليل من الأعمال الدرامية التي اقتحمت تابو الدين وكسر المحرمات المتوارثة علي الشاشة ، وقد يكون ذلك لعدم
ملائمة الجو العام المتشبع بالثقافة الصحراوية الوهابية ولفرض الموزع سطوته خوفا من مصادرة دول الخليج للعمل الدرامى ومنعه من العرض ،لذا عند تقديم عمل يقتحم هذا التابو فلابد من وجود انتاج جرئ مع كاتب متمكن وقلما اجتمع ذلك ولم يجتمع الا في اعمال قليلة وارتبطت كلها بالتصوف في صيغته الشعبية وان اختلفت المعالجة فى تقديم التصوف ما بين الخرافة الشعبية أوالاستغلال للنصب أو اعمال غير مشروعة كما في مسلسل “السبع وصايا” ، او ارتباط الجهل الثقافي بموروثات شعبية خاطئة ربطها البعض مع التصوف والارتباط بأولياء الله الصالحين كما في فيلم “قنديل أم هاشم ” أو تقديم المتصوفة في صورة رومانسية روحية حالمة كما في مسلسل “الخواجة عبد القادر ” .. أو البحث عن الخير وسط متاهة الماديات في عصر سيطرة الآلة في شكل رجل اعمال معروف انهارت حياته بعد ان دمر ضريح لولي مجهول كنا في فيلم ” صاحب المقام “
اختلفت الرؤيا الدرامية في تقديم رؤية المؤلف الصوفية ما بين مباشر كما في قنديل ام هاشم وصاحب المقام وربط الصوفية بشكل مباشر بالاضرحة وذلك تم وان كان بشكل اقل مباشرة في السبع وصايا ، وبشكل غير مباشر في الخواجة عبد القادر ويظل الأخير اكثر الاعمال التى قدمت التصوف بنظرة رومانسية حالمة ونقل النفس البشرية إلي أرقي مراحل التطهر الصوفي من كل شرور العالم المادي والحسي .

ونعود لآخر تلك الاعمال وهو صاحب المقام ،والذي هوجم قبل ان يبدأ عرضه عل منصة شاهد التابعة لقناة MBC -السعودية- والذي ساهم في انتاجه مع السبكي فيلم شركة “روتانا ” السعودية أيضا وذلك يدل علي ان الايدولوچيات الدينية تغيرت بتغير السياسة السعودية وتخلصها من الوهابية التي سيطرت طويلا بنفوذها الدينى والاقتصادي علي الاعلام والدراما مما ساهم في نشرها لعقود طويلة وهيمنتها علي المنطقة العربية ، وبمشاركة السعودية لظهور صاحب المقام للنور تعلن عن دق اخر مسمار في نعش الوهابية لذا صاحب عرض الفيلم هجوما شديدا من معتنقي الفكر الوهابي ورفقائهم .
ومابين التفلسف والفذلكة والايديولوچيا ، ونظرا لأننا في الوطن العربي نعشق الرؤيا الواحدة ذات اللون الواحد -يا ابيض يا اسود – اختلفت الاحكام علي فيلم صاحب المقام ما بين مدافع شرس ومهاجم أشرس اما بسبب كاتب القصة “ابراهيم عيسي” والذي يعترض علي افكاره الكثيرين ومابين اتهامات اثيرت حول الفيلم بسرقته من الفيلم الاسرائيلي ” مكتوب “أو لنشره فكر التشيع ” نسبة الي الشيعة ” والانتصار للخرافات ، وعن نفسي أري ان تلك الاتهامات مبالغ فيها لأن الفيلم ينتصر للخير أولا وأخيرا عن طريق حدوتة بسيطة لولي بسيط ومجهول لكنه ليس اكثر من سبب لعودة الانسان للخير الفطري الموجود بداخله .
ولا يجب ان تشغلنا الاتهامات المعلبة عن العناصر الفنية الجيدة للفيلم من تمثيل واخراج وموسيقي تصويرية “خالد الكمار”التي كانت من اكثر عناصر الفيلم تميزا مع المونتاچ “رانيا المنتصر بالله ” ،والتصوير “سامح سليم ” والاخراج “محمد العدل ” وحكاية الفيلم باختصار حول رجل اعمال مشهور “يحي الرمالي ” أو اسر ياسين مجرد آلة لجمع وصنع المال بعد ان توفي والده رجل الأعمال بعد ان فقد كل ثروته فأخذ علي عاتقه استعادة الثروة مرة اخرى حتى وان كان الصعود علي جثث ومشاعر كل من يقابله في حياته حتى زوجته وابنه ، وتدمير كل ما يعترض طريقه فلم يمانع ان يضحى برجاله المخطوفين بالعراق لعدم دفع الفدية وعدم اكثراثه بمشاعر الغلابة المرتبطين بضريح ولي يفدون الي مقامه لنيل البركات حسب ثقافتهم البسيطة فيأمر بهدم الضريح لبناء منتجع سكنى وهنا تتوالي عليه اللعنات التى يراها البعض انها انتصار لخرافة ادعاء الولي ، لكنى اراها عقاب الهي علي كل اخطائه السابقة في حق نفسه وحق الآخرين عن طريق رسايل ” روح ” التى قامت بها يسرا ، وهي الرمز لروح الخير الكامنة بداخله ولم تظهر الا بعد مرض زوجته ودخولها غيبوبة طويلة وكان ذلك بمثابة الصدمة التى ردت له الروح لتعود له انسانيته التى دفنت تحت تراب المال والمادة ليبدأ رحلة البحث عن نفسه ونهاية رحلة التيه خلال زيارة اولياء الله الصالحين ليصل في نهاية المطاف الي بطل الفيلم الأساسي وهو الإمام الشافعي الذي يصنع منه وسيط الخير بينه وبين مريديه ممن طلبوا العون في تحقيق امانيهم ومعه تبدأ رحلة التجارة مع الله وتبدأ رحلة عودته لفطرته النقية الخيرة من خلال رحلة يظهر فيها نجوم شرف كثيرة في الفيلم اعطوا له قيمة كبيرة في مشاهد لم تتعد دقائق ..هالة فاخر ، ريهام عبد الغفور ، محمد لطفي ، محمود عبد المغنى ، انجي المقدم ،فريدة سيف النصر ، الراحل ابراهيم نصر والراحل محمود مسعود في اخر ادوارهما علي الشاشة و محسن محي الدين الذي لازال يمتلك حضورا طاغيًا رغم الغياب وتقدم السن .. تسكين الأدوار كان موفقا جدا ، آسر ياسين ابدع كعادته وقدم الدور ممزوج بين الجدية وخفة الدم بعيدا عن اي تصنع اوفجاجة بسهولة ورقي وأيضا يسرا بحضورها الطاغي دائما ولم يقدم بيومى فؤاد جديدا عما يقدمه سوى انه يقدم شخصيتين توأم وهو الجديد الوحيد الذي قدمه ، حوار الفيلم اكثر من رائع وعميق ولم يخلو من خفة دم ابراهيم عيسي المعهودة ومن اكثر حوارات الفيلم التى لفتت نظرى حوار يحي مع مرام سكرتيرته ومديرة اعماله حينما جافاه النوم واصبح الأرق والانهيار ملازمان له ليجلب معه احد المنشدين “اسلام الفشنى ” في الموالد لينام علي صوته في شركته وسط تعجب افراد الأمن والموظفين الذي لم يحظ يوما بحبهم ولم يهتم يوما هو بذلك
يحي : هو موظفين الشركة بيحبوني ؟
مرام : لا يا فندم
يحي : ليه ، هو انا وحش قوى كده ؟!
مرام : علشان حضرتك لمامضتهم عل عقد التعيين اشترطت عليهم يرموا مشاعرهم عل باب الشركة ، وطبعا حضرتك بتخرج قبل ماهما يخرجوا يلموا مشاعرهم ويروحوا بيها فحضرتك بتدوس علي مشاعرهم. !

يحي: انت ليه صريحة قوى كده ؟!
مرام : علشان حضرتك اشترطت عليا انى اكون صريحة يا إما هترفدنى !
صاحب المقام ، فيلم يستحق المشاهدة بعيدا عن الأهواء والايديولوجية أو الإتهامات المعلبة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.