أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

صرحٌ مُمردٌ تشتهيه وصرحٌ مَشينٌ تزدريه!

كتبت: أسماء عيسوي

إنِّي أبيتُ قليلَ النومِ أرَّقني
قلبٌ تَصارع فيه الهَمُّ والهِمَمُ

آهٍ يا أبا فراس، لقد نال مني الأرق حتى جفاني النوم وكيف لا وجميعنا

يُعاني سواء على الصعيد الداخلي للدولة أو الخارجي الدولي، فبينما أقوم بمواءمة

الميزانية الشهرية لمصروف البيت في ظل الدخل الشهري المحدود والأسعار المرتفعة

بجنون لا شيء يُجدي نفعًا، لقد أنهكتني في إضافة وخصم وتبديل وترحيل لبعض البنود

والضروريات حتى انتظمت بالأخير، وبعد أن خارت قواي لم يتبقَ لدي من الأعمال غير الشروع

في كتابة مقالي الشهري لكن أنّى لي الآن بعد كل هذا العناء؟! لا بأس سأحاول أن أغفو قليلًا

وفي الصباح أشرع في كتابته بإذن الله، لكنها الأفكار تُقلّبني يمينًا ويسارًا كما تقلب صفحات

الكتاب يبدو أن هذا الليل يريد أن يأنس بي، لا ضير سأجعل أنسنا معًا تلاوة آيات من الذكر الحكيم

حتى نطمئن وتغشانا السكينة..

بسم الله الرحمن الرحيم
طسٓ تلك ءايٰت القرءان وكتاب مبين.. إلى قوله: قال يا أيُّها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين

حتى قوله: قيل لها أدخلي الصرح فلما رأته حسبته لُجَّة وكشفت عن ساقيها قال

إنه صرحٌ مُمَردٌ من قوارير قالت ربِّ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين
صدق الله العظيم

ما أعظم القصص القرآني وما أعظم ما يقدمه لنا من عِبرٍ ودروس لقد تجلّت في قصة

سيدنا سليمان مظاهر وحدة الكون وكيف سُخِّرَ لهذا الملك جميع المخلوقات من إنس وجان وطير

وحيوان حتى الرياح والجبال كُلٌ يأتمر بأمره ويسير على هُداه فنجد أعظم ملوك الأرض تُخبرنا

الآيات كيف كان حكيمًا عليمًا قادرًا، ومع كل هذا لم يزده إلا شكرًا لله وطاعة له والدعوة لعبادته

بنشر الإسلام الذي تشرَّبه في أفعاله وأقواله فنجده حينما يخاطب الهدهد يتوعده بالقتل إذا لم

يأتيه بالخبر اليقين، فيرد عليه الهدهد بكل ثقة وجرأة (أحطت بما لم تُحط به خُبرا)

هذا الهدهد كيف تجرأ هكذا مع أعظم ملوك الأرض؟! يا لها من ديموقراطيَّة وحُريَّة!

وكيف لا والجميع هنا هدفهم واحد وهو عبادة الله الواحد الأحد؟ فلا يخافون شيئًا آخر

غير الله فكيف كان رد أعظم ملوك الأرض؟ قال: اذهب بكتابي هذا فالقهِ إليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون.

قالت يا أيُّها الملأ إني ألقي إليَّ كتابٌ كريم إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم

* ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين. قالت يا أيُّها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون.

في هذه الآيات نرى كيف وصفت ملكة سبأ كتاب عدوها وصفتهُ بأنه كتابٌ كريم.

كيف وجدته كريمًا وهو مجرد كتاب؟! لا أعلم غير أنه قرَّ في نفسي استحسانها له

أو احترامها وتقديرها لعدوها، ثم نلاحظ احترامها رأي شعبها فهي لا تأخذ برأي دون مشورتهم.

يا لها من ديموقراطية في أروع صورها!
ونكمل مع الآيات حتى نصل إلى فلما رآه مستقرًا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني

أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم *
ما شاء الله.. تخيلوا معي أعظم سلطان في الأرض لم يتجبر أو يطغىٰ بما وهِبَ بل يعترف بنعم الله

عليه ويشكره عليها ويزيده إيمانًا بالدعوة لعبادة الله الواحد الأحد ثم ننتقل إلى

قيل لها أدخلي الصرح فلما رأته حسبته لُجة وكشفت عن ساقيها قالت إنه صرحٌ مُمَردٌ من قوارير

قالت إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربِّ العالمين.
لقد أسلمت بعد أن رأت الصرح وقالت إني ظلمت نفسي هل وقع في نفسكم ما وقع في نفسي؟
لقد اعترفت بذنبها قالت إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين

ما أجملها من قصة تدعو إلى التوحيد وشتَّان بين صرح سُليمان وصرح آل نهيان!
بين صرحٍ تجلّت فيه عظمة وقدرة الصانع الأكبر الله الواحد الأحد وصرحٍ مَشين يُبَدل الحق ضلال

بدعوة التوحيد والسلام لكل الأطياف والملل من أهل الدين!
ولا أقول غير قول الله: ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين.
صدق الله العظيم

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.