أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

ضحايا الوهم … بقلم: خلود أيمن

ضحايا الوهم  

بقلم: خلود أيمن

نحن لسنا ضحايا أي شعور بقدر ما نحن ضحايا الوهم الذي يجتاحنا،

وندعه يسيطر علينا حتى يتمكَّن منا بلا قدرة على تحجيمه أو تقليص تأثيره، فمشاعر المرء مُتقلِّبة،

وهذا ما يُمكِّنه من مواصلة حياته بخلاف ما يظن دون الاستسلام لشعور واحد قد يجعله يترنح،

يسقط، يقع صريعاً له، ربما يُفْقِده الشعور بالحياة بأسرها؛ فطالما كان مقتنعاً بتلك الفكرة فلسوف تترسخ بذهنه،

ولن يتمكن من الخلاص منها، وكأنها صارت معتقداً من معتقداته، ركيزة من ركائز إيمانه وتَعلُّقه بالحياة لا يتمكن من المُضي دونها،

وهذا ما قد يُودي بحياة الواحد منا للهاوية، للجحيم، للبؤس الذي يُخيِّم عليه حتى يهلك،

وتفنى حياته على حين غرة دون الاستفادة منها أو محاولة اغتنام الفرص لعدم قدرته على رؤيتها.

فهو محصور داخل تلك القوقعة التي أثَّرت عليه في الماضي وكأنها شلَّت حركته، أفقدته بصيرته للحد الذي جعله غاشياً عن رؤية أي أمر مُغاير،

فلا بد أنْ يقف كل منا مع ذاته كل فترة يُعيد ترتيب حساباته، يتساءل أبإمكانه المُضي؟ أم سيظل حبيساً لذكرياته؟

وكأنه صار سجيناً لا يبرح تلك القضبان التي تحيط به من كل جانب بلا قدرة على التحرر من ذلك الشعور الخانق

الذي يبعثه داخله فيُفْقِده الإحساس بالأمان، وهو في أمس الحاجة لاقتناص أي فرصة تقع في طريقه حتى تُخْرِجه من هذا الكهف المُظلِم

الذي لم يحاول الخروج منه طيلة تلك الفترة الماضية التي عاشها في شرود وشجن غير منتهٍ بفعل أفكاره اليائسة البائسة

التي أَوْدت به لهذا الحال البغيض، فلا مناص منه سوى بإرادته ومحاولاته المستميتة كي ينتصر في حربه الدامية مع الحياة

التي لا تقبل الراضخين المستسلمين لأي شعور كان.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.