طيف عكاشة.. وعودة الهوى والحب
طيف عكاشة.. وعودة الهوى والحب
بقلم : نهى إبراهيم✍️
عاد أسامة أنور عكاشة ليتألق من جديد ويسرى اسمه بسماء الفن عبر واحدة من قصصه الكثيرة التى تعج بها مكتبته، ليس بمصادفة أبدا اسم ذلك العمل الدرامي “راجعين ياهوى” كأنما هو يعلنها من جديد للوسط الأدبي كله، لقد عاد الحب الذى دوما كان يدعو اليه أسامة أنورعكاشة بأعماله، وها هى الأحاسيس تتدفق عبر زمن غير زمنه لكنه كان قادرا بقلمه على خط كثير من المشاعر حتى التى لم يحياها، غريب أمر الابداع فهو يجعلك سائدا عبر الزمن يتذكرك الجميع متعجبا من قوة التأثير التي حباك بها الله، هو ذلك الكاتب الكبير الذى اعتلت الشاشات بأبطاله خلال رمضان المنصرم، على الرغم من كثرة الأعمال الدرامية المتباينة الرؤى والأفكار إلا أن راجعين ياهوى عاد وأحب أن يدونها من جديد ذلك هو الواقع الذي عاد “بليغ” ليجده مكتظ بالكرة والفرقة كما هى بالضبط السنوات التى تركنا خلالها( أنور عكاشة) ومن خلال قصته الرقيقة عاد كبليغ لكى يعيد للمركب دفته و يعتدل ميزان الاحساس ويعود الهوى والحب من جديد بمجرد ذكر اسمه.
غريب حال تلك الأشخاص شديدي الاحساس فهم غالبا ما يشعرون حتى وهم فاقدي الحياة، ينقلون من أرواحهم النقية للبشرية كى تتحرر من سمومها التي غالبا ما يدسها غيرهم كثيرين ممن فقدوا آدميتهم على قارعة الطرق، تلك هى أفكار أبو العلا البشري الذى عاد من قريته كى يجمع أقاربه حوله من جديد، اصطدم هو الآخر بكثير من الشخصيات والأحداث التى أسقطته لليالي لكنه عاد بالنهاية محاولا الإنقاذ من جديد هو ذاته الذى حاول بليغ فعله لكن بشخصية ساخرة، ليست جادة وخفيفة الظل جديدة على (خالد النبوي) لكنها تلاقت مع شخصيته ليخرج عمل تلقائي يحمل رائحة البشر الطبيعين وأحلامهم البسيطة أو الصعبة…
يتحدث الكثيرون عن روح الشباب وذلك التجديد الذى يحدث بدماء كل جيل وما يسمى بتعاقب الأجيال فذلك ما يفرضه علينا العلم لكن الواقع سقط بتلك النظرية ففشل بتفسيرها ولم يعد لنا سلسلة النجباء الذين أودعوا بجنبات المجتمع الكثير فقصوا القصص، سردوا الواقع بكثير من الأمل، تحدثوا عن الفضيلة كغاية لابد أن تدرس وفور انزواءهم بالأرض وكتابة كلمة النهاية على حياتهم، حاولنا اقتلاع الأمل لكنه ظل يصارع الحقيقية العلمية ولم يخرج من جعبته جيل كهؤلاء ممن أثروا الواقع بالعديد والعديد من الروائع ففشل الجميع وها هو العائد يثبت ليس للآخرين وجود واسمى موجود..
