أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

عندما يصبح الفنان ايقونه علمية

عندما يصبح الفنان ايقونه علمية

 

رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر إلا أنه استطاع انجاز ما
لا يمكن انجازه بما يفوق الخمسين عام أنه الدكتور نهيل سلوم ابن سوريا
التي لم تستطع حالة الحرب التي تعيشها بلده من إيقاف طموحه

 

الفنان والدكتور نهيل يمكن أن نعرفه أيضاً كأستاذ تقنية الصوت والغناء
العربي والعود والعزف على البيانو، بدأ دراسته الأولى في معاهد مدينة حمص
ثم انتقل إلى كلية التربية الموسيقية وحاز على إجازة بالتربية الموسيقية
ودبلوم بآلة العود ويحمل اختصاص غناء وبيانو .

حاز درجة الدكتوراه في الموسيقى اختصاص علوم موسيقية وتوزيع الموسيقا
العربية  من جامعة الكسليك ، هذه الرسالة نال عليها جائزة أفضل أطروحة
دكتوراه في الموسيقى العربية عن  الفترة (2019 ـ 2021)  وذلك على مستوى
العالم العربي وكانت بعنوان “تعدد التصويت في الموسيقى العربية في
المقامات غير المعدّلة منذ بداية القرن العشرين-لبنان أنموذجاً.

 

لم يتوقف الأمر عند هذه الجائزة بل حصل كذلك على جائزة الشباب العشر
الأكثر تميزا حول العالم على مستوى سوريا من قبل مؤسسةJCI العالمية
ببرنامج (TOYP (2022 ،عن فئة التحصيل العلمي والإنجاز الثقافي.

استطاعت بحوث الدكتور سلوم تقديم  إثباتاً لوجود مدرسة للعزف على آلة
العود في سورية وتقنية صناعتها في هذا البلد وبهذا أعطى سلوم  تميزاً
محلياً لحالات العزف ووضع أساساً لبحوث جديدة عن هذه الآلة وغيرها .

لم يقف الدكتور نهيل عند الدراسة التنظيرية والعمل البحثي في الجامعات
والمجلات العلمية وورش العمل بل تعداه ليدمجه بالفن العملي على المسارح
فعمل كمغنّ ومدرّب للغناء وقام بإحياء العديد من الحفلات الموسيقية عزفاً
وغناءً في مراكز ثقافية ومسارح وجامعات في عدة دول عربية.

 

ليس هذا فحسب بل قام بتدريس الموسيقى في العديد من البلدان العربية مثل
سورية ولبنان والمملكة العربية السعودية، حيث عمل أستاذاً في كلية
التربية الموسيقية في جامعة البعث، ومديرية الثقافة في سورية، وأستاذاً
في مدرسة الفن والموسيقى في لبنان

ومستشاراً في المركز السعودي للموسيقى التابع لوزارة الثقافة. عضو
الجمعية الدولية للموسيقى .(IMS)وعضو معهد زمار لدراسة الموسيقى
السريانية ومقره الولايات المتحدة . أستاذ مشارك قام بتدريس أول أوركسترا
وطنية بالمملكة العربية السعودية .

 

وعضو محكم سابق في اللجنة النهائية لاختيار أعضاء الأوركسترا الوطنية
السعودية. ومستشار وأستاذ مشارك سابق في أول معهد محترف للموسيقى المملكة
العربية السعودية التابع لهيئة الموسيقى بوزارة الثقافة السعودية.

أما عروضه الفنية وحفلاته فقد تنوعت بين سوريا ولبنان وتركيا والإمارات
العربية المتحدة والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية.

وضع العديد من الألحان لآلة العود، وعمل غنائي مع الأوركسترا، وعدد من
الترانيم الدينية، وأغاني للأطفال، و أعمال  بوليفونية لألحان عربية
ومقامات شرقية.

إن مسيرة الفنان الدكتور نهيل سلوم تقدم لنا صورة مشرفة للفنان الملتزم
علمياً وفنيا في ظل ما نعانيه في وطننا العربي من ضياع وعشوائية خلقتها
الحالة السياسية أولاً والعشوائية الإعلامية ثانياً والتي لعبت دوراً
كبيراً في انهيار المستوى الفني .

ولعل الدكتور نهيل سلوم يقدم لنا صورة مشرقة أن هناك فنانين وباحثين من
أبناء هذه الأمة يمكن لنا أن نعول عليهم في محاولة لإعادة الرفعة والنهضة
الموسيقية والعلمية لوطننا العربي فالفنان بحاجة إلى إشباع فنّه بالعلم
والثقافة ليقدّم ما هو جيد ومفيد حتى لو بزمن “أنصاف المواهب” قلَّ فيه
تقديم الفن المتقن.

 

إنَّ الموسيقى العربية في البلاد العربية اليوم تتعرض لحالة من الضياع
والتأرجح لابد لشخصيات تحافظ عليها وعلى هويتها وليس هذا معناه عدم
التجديد بل لابد من التجديد بأسلوب حديث يحمله شباب مؤهولون.

 

وبانتظار جديد الدكتور نهيل الذي يمكن التعويل عليه بمحاولة لتقديم
الأعمال الفنية ذات القيمة الحقيقية  فهو بصدد إنهاء عمل غنائي يجمع ما
بين آلات التخت العربي والأوركسترا الكبيرة والكورال والذي سيبصر النور
قريباً، إضافة لإعداده منهاج لتعليم الغناء العربي جمعاً مع تقنية الصوت
وكيفية عمل العضلات المساعدة، لإضافة لعمله الحالي بانجاز كتاب حول
تقنيات آلة العود. و بعض الحفلات الثقافية الخاصة.

وهنا نتمنى للدكتور نهيل مزيداً من النجاح ونتمنى أن نجد دائماً من يحمل
لواء الفن من منطلق علمي وفني كي تعود الحياة الثقافية الفنية للانتعاش
بشكل سليم .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.