أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

غفلة…بقلم / أم محمد عياطي

غفلة..”قصة قصيرة”

بقلم / أم محمد عياطي

و ككل ليلة وقف أمام المرآة لتسريح شعره، فقد آن أوان الحفلة المسائية المعتادة. فهي مرتعه الوحيد مذ غادر مقاعد الدراسة، وتحرر من كل ارتباط عائلي. . وبينما كان يمرر المشط على شعره المسبل، لمح شعرة بيضاء في مقدمة رأسه توقفت عندها يداه وأذهله المنظر، الذي لم يطل به المقام أمامه طويلا، فلم يلبث أن تجاهل الموقف ،وسارع لقلعها بلمح البصر ورماها على االأرض وأحكم الضغط عليها بقدمه.. …بعدها توجه في عجالة لباب الدار، مخافة أن يتأخر على الموعد. ..وما إن أغلق الباب خلفه حتى رأى طفلا في الخمس سنوات. .يركض نحوه: بابا. ..بابا..
ابتسم في حنو ومد له يده، لكن الطفل تجاوزه للطابق العلوي… لحقه بنظراته. .حيث توقف الطفل وأمسك بيد والده. .
انتابه شك أنه يعرف والد الطفل، هذا الجار الجديد فليس وجهه غريبا بالنسبة له..
صعد بعض درجات في السلم وألقى التحية: مرحبا ياجار …
التفت نحوه الجار ورد التحية في حبور، وكم كانت دهشته عندما أدرك أنه رفيق الطفولة فلم يفترقا إلا . في الثانوية حيث نحى كلاهما منحى مخالفا للثاني ..وهاهما يلتقيان بعد سنوات عدة . …تبادلا بعض الأحاديث . تببين له خلالها أن رفيقه قد أصبح طبيبا …ثم ألقى قبلة على خد الطفل وانصرف …… لكنه هذه المرة لم يتوجه للسهرة. .فقد عاد أدراجه للبيت ،وطفق يبحث عن الشيبة التي كان قد داسها بقدمه قبل قليل ،وعبثا فعل فقد فشل في العثور عليها ،وكاد يخيم الأسى على نفسه، لولا أن حدثه عقله: هب أنك نجحت في الحصول عليها فهل ستنجح في معاودة غرزها من جديد، فإلى شيبة أخرها توقرها وترعاها. .
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.