أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

فشة خلق بقلم علي بدر سليمان

فشة خلق
بقلم علي بدر سليمان

يستيقظ منصور في الصباح الباكر بوجه شاحب مكتئب
وكأنما يحس بأن شيء سيء قد يحدث له في ذاك اليوم المشؤوم يذهب منصور إلى عمله كالمعتاد فهو يعمل في محل بيع ألبسة للأطفال وفجأة يرن هاتفه ليزف له صديقه مازن خبر سيء جدا وهو جار أهله وصديقه وقد درس معه في المدرسة الثانوية يتحدث
وفي صوته رعشة غريبة وكأنه متردد في إخبار صديقه بأن والدته قد توفيت منذ الصباح الباكر في منزلهم الكائن في القرية الريفية البعيدة.
وكانت الصدمة كبرى بالنسبة لمنصور فهو يحب والدته كثيرا ومولع بها جدا لكن القدر قد اختار وانتهى الأمر
فذهب منصور إلى القرية مسرعا والنور مطفأ في عينيه ويطغى عليه الصمت فيصل إلى القرية لتشييع
والدته مع أهالي القرية ويعود منصور بعد مرور أسبوع وفي طريق عودته إلى منزله في المدينة
كان يعتصر قلبه الألم ويعلو وجهه الحزن الشديد
وعندما استقل وسيلة نقل ميكروباص في طريق
العودة كان السائق يتحدث إليه عن مشاكله وهمومه وعن ارتفاع تكاليف الحياة اليومية ومتطلبات عائلته الكثيرة يتطلع إليه منصور ولايعلم سائق تلك الحافلة
كم ذلك الراكب الذي يتحدث إليه متعب ويائس وحزين وكأن منصور يريد أن يقول له “اصمت” لكن أخلاقه
العالية لاتسمح له بذلك.
فيقول للسائق وهو يصرخ ألما وباللهجة العامية:
نزلني نزلني ياأخي ضاق صدري منك
وعندما ينزل من السيارة ينفخ نفخة الغضب الأخيرة
ويمضي إلى حيث منزله.

fpm_start( "true" ); /* ]]> */
Post Views: 47
المشاركات 4196 تعليقات 0
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.