أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

فنانة مبدعة اعتزلت الفن من أجل حبها لله 

 

كتب : دينا عبدالله

 

فنانة شاملة احبت الفن فأحبها الجمهور تميزت بحضورها وروحها الجميلة وخفت ظلها في أعمالها الفنية، وصوتها العذب الرقيق ، فسكنت قلوب الجماهير وحققت نجاحاً في المسرح والسينما والغناء والدراما الإذاعية المصرية

 

تدعى فاطمة كمال الدين شاكر ، كما اشتهرت بالفنانة شادية، ولدت في 8/2/1931 بالحلمية الجديد بالقاهرة،ولدتها مصرية من أصل تركي، وولدها مصري الأصل كان يعمل مهندساً زراعياً بالمزارع الملكية .

 

كانت الأخيرة في ترتيب خمسة أشقاء محمد،وسعاد،وطاهر،وعفاف أطلقوا عليها اسم ” شوشو ” كما اطلق عليها من أصدقاء من الوسط الفني والمقربين اسم ” فتوش”

 

 

أول قصة حب للفنانة شادية 1947_1948

 

احبت ضابط أسمر من الصعيد وبينما كانت شادية تجهز لعقد قرانها كان للقدر مصير اخر فسقط حبيبها شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل 1948

 

ثاني قصة حب 1953_ 1956

 

قدمت شادية في “قطار الرحمة” مع عماد حمدي الذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف انسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين،وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم “أقوى من الحب” بالإسكندرية عام 1953 ورغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى الـ20 سنة إلا أنها وافقت على الزواج منه عندما فاتحها دون تردد. ومضت مسيرة هذه الحياة الزوجية لمدة ثلاثة أعوام، طلقت شادية من زوجها الفنان عماد حمدي عام 1956م بعد عدة مشاكل منها فارق السن وشرطه على عدم الإنجاب مما صدمت هذه الخطوة جمهورهم.

 

 

ثالث قصة حب

 

انضمت شادية مع فريد الأطرش في فيلم “ودعت حبك” ليوسف شاهين، ولم تكن شادية تحب أغاني فريد وهذا ما واجهته به ذات يوم ولكنها عندما اقتربت منه أحبت فيه صفات عديدة على حد قولها مثل الحنان والرقة والأمان وخفة الدم.

اشتهرت قصة حب شادية وفريد من قبل صفحات الجرائد والمجلات وهو ما رحب به الاثنان وذهبت شادية معه إلى حلقات سباق الخيل وسهراته المشهورة وبدأ الاثنان يفكران في الزواج وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق وبعد عودته عاد فريد للسهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأنها كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات فريد اليومية وقد كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول انهم عقدا القران، ما أكدا دائماً انه غير حقيقي. وانتهزت شادية فرصة سفر فريد لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على ثالث قصة حب بعد الضابط الصعيدي وعماد حمدي.

 

 

رابع قصة حب 1957_1959

 

في سبتمبر1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير. وقد كان فتحي ابن المهندس المعماري محمد فتحي وتعد ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري. سرعان ما طلبت الطلاق بعد عامين وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف هذا إلى جانب سبب آخر أسرع من الوصول لهذه النهاية وهو حملها منه وفقدانها الجنين في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها. وتم الطلاق في 08/06/1959م.

 

خمس قصة حب 1964_1969

 

عام 1964 ارتباطت بالفنان صلاح ذو الفقار الذي كان زواجها منه بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء وللأسف انتهى بالطلاق وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور ودخلت في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية بسيطة خرجت منها طالبة الطلاق من صلاح ذوالفقار دون تراجع وكأنها لا تريد أن تكون على هامش حياة صلاح ذوالفقار. وتم الانفصال في عام 1969م انفصالاً نهائياً.

 

قصة حب من نوع مختلف لرجل أخر

 

كان أول الرجال المؤثرين فى حياة محبوبة الملايين والدها المهندس أحمد كمال شاكر أحد كبار مهندسي الزراعة والري فى مصر، والذى كان مشرفا على أراضي الخاصة الملكية قبل الثورة، وكان له تأثير كبير على حياة ابنته فاطمة التى أصبحت فيما بعد الفنانة شادية، وكتبت شادية عن والدها فى عدد نادر بمجلة الكواكب صدر عام 1955 ، تحت عنوان أساتذتى ، مشيرة إلى دوره فى حياتها، قائلة: “أبى مهندس له روح الفنان الصادق، منظم ودقيق فى كل ما يقوم به من أعمال ، فكان يهدينى اللعب واهتم بها وأنظمها، وأنسقها ، ويجيء هو ويهدينى هدية جديدة كلما وجد النظام والذوق متجليا فى دولابى”، وبهذا علمها الأب الأنيق الذوق والأناقة والنظام وهو ما احتفظت به شادية طوال حياتها.

 

التفت الأب للمواهب الفنية التي تتمتع بها ابنته فأشار عليها بضرورة أن تتابع السينما جيدا وأن تشاهد العديد من الأفلام حتى تستعد لهذا المجال الجديد، وكان لا يفارقها أثناء خطواتها الأولى أو يجعل لها مرافقا من إخوتها أو خادمتها، وكان له تأثير بالغ فى حياتها.

 

 

حب من طرف واحد

 

اعجب الفنان محمد فوزي بالفنانة شادية فى بداية حياتها الفنية الفنان ، الذي تعاون معها فى أول بطولة لها بفيلم “العقل في إجازة”، وكان عمرها سبعة عشر عامًا، وقرر فوزى أن يتقدم لطلب يدها من والدها الذي رفض الفكرة بشدة لأنه رجل متزوج، بحسب ما نشرت مجلة “الكواكب” عام 1977، وبعد أن ثار الأب أصر على توقف التصوير وعدم استكمال ابنته للفيلم إلا بعد أن تعهد المخرج حلمي رفله، بأن يصرف فوزي نظر عن الفكرة تمامًا.

 

 

وقع فى غرام شادية عشرات الرجال فمن الذى لا يحب شادية ولكنها رغم زيجاتها المتعددة لم تصادف حبا يليق بها  سوى حب الله الذى تفرغت لحبه وعبادته ومناجاته لأكثر من ثلاثين عاما حتى وفاتها.

 

تحدثت شادية في فيديو نادر عن قرار اعتزالها وملابساته مؤكدة أنها كانت تمثل وتغنى وهو ما جعلها تعمل طوال الوقت، فإن لم تجد رواية جيدة تجد اغنية جيدة أو العكس، فكانت حياتها مليئة بالعمل، وبدأت تشعر بأنه لا شىء يعجبها من الروايات والأغانى أو أحيانا يصيبها الكسل فلا تقرأ ما يعرض عليها من روايات.

 

وقالت شادية خلال فيديو نادر إنها فكرت فى الاعتزال حتى تحدث معها المخرج حسين كمال واقترح عليها المشاركة فى مسرحية، فتعجبت وقالت إنها تفكر فى الاعتزال فكيف تتجه للمسرح لأول مرة فى حياتها، وعندما طرح عليها اسم الرواية ” ريا وسكينة” جذبتها وأخبرته بأن يرسل لها الرواية، وبمجرد أن قرأت الفصل الأول قررت أن تقدمها، ولكن كان لديها مخاوف فكيف تقدم مسرحا لأول مرة وتمثل يوميا، وبالفعل قدمتها لمدة 4 شهور وحققت نجاحا كبيرا.

 

وأشارت شادية خلال الفيديو أن عملها بالمسرح جعلها تعود للمنزل فى وقت متأخر وتنتظر صلاة الفجر ولم تكن تصليه من قبل، ومن هنا بدأ مشوار رحلتها إلى الله فاعتادت أن تصلى الفجر وتوقظ والدتها للصلاة معها ثم تقرأ القرآن وتبكى وتدعو الله بأن تحج إلى بيته الحرام.

 

وأضافت أنها فى هذا الوقت كان يجب أن تذهب فى رحلة علاجية إلى أمريكا، وبالفعل سافرت وعادت من رحلتها لتؤدى مناسك العمرة، وبعدها تحدث معها على هيكل عن مشاركتها بأغنية دينية فى المولد النبوى فتحمست وبالفعل غنت الأغنية.

 

وقالت محبوبة الجماهير:” عمرى ما حسيت بأمان وراحة زى ماحسيت فى الأغنية دى”.

 

وتابعت:” أديت العمرة والحج وقررت ألا أشارك فى أفلام ولكن يمكن أن أقدم أغانى”، مؤكدة أنها كانت تشعر بالقلق ولم تعجبها أى كلمات وفقدت القدرة على حفظ أى اغنية ، وتحدثت مع الشاعر أحمد شفيق كامل ووصفت له شعورها ، فقال لها إنها تريد ان تتحجب وأن هذا ما يجب أن تفعله، وفى اليوم التالى تحدثت مع الشيخ الشعراوى وطلبت مقابلته وبالفعل ذهبت للقائه.

 

 

وتحدثت شادية خلال فيديو نادر عن تفاصيل لقائها بالشيخ الشعراوى والحوار الذى دار بينهما خلال هذا اللقاء، قائلة:” قابلته وقلت له أنا بينى وبين نفسى كنت واعدة ربنا سبحانه وتعالى إن أنا أغنى اغانى دينية أشكر فيها ربنا إنه نجحنى كل السنين دى وسترنى، لكن أنا دلوقت مش قادرة أغنى أنا عاوزة أتحجب وأقعد، فهل ده حرام علشان  انا كدة اديت وعد وهتخلى عن وعدى لربنا، فقاللى اللى انتى عملتيه ده أحسن مليون مرة من اللى كنتى هتعمليه، بس تصممى”.

 

وأضافت شادية خلال الفيدو النادر:”كنت رايحة للشيخ وأنا محجبة وقمت من عنده ونزلت السلالم كأنى بنت عندها 16 سنة ومشيت وكأنى واحدة تانية، وعمرى ما حسيت بالسعادة دى، وبعدها النور ظهر فى حياتى”.

 

ورغم اعتزالها وحرصها طوال أكثر من 30 عاما على عدم الظهور أمام الأضواء حتى أنها رفضت عرضا من الإعلامية سناء منصور بتقديم أدعية دينية بصوتها حتى لا تنشغل بشىء عن معية الله، ظلت شادية تحترم الفن وتحب تاريخها الفنى وتفخر به ولم تحرم الفن كما فعل غيرها، وحتى عندما أفتاها بعض الشيوخ بأن أموال الفن حرام وعليها أن تتخلص منها، سألت الشيخ الشعراوى فأشار عليها بأن تحتفظ بما يجعلها تحيا حياة كريمة لا تقل عن حياتها السابقة ومستوى معيشتها الذى اعتادت عليه وأن تتبرع بما يزيد عنها للخير وبالفعل ظلت حبيبة الملايين حتى وفاتها نهرا للعطاء والخير وتبرعت بفيلتها بالهرم لبناء مجمع إسلامى وبشقة فى شارع جامعة الدول لجمعية مصطفى محمود وكانت ترسل إعانات شهرية لعشرات الأسر.

 

اعتزلت الفنانة الكبيرة شادية الفن عام 1986، وتفرغت للأعمال الخيرية وقد قدمت للفقراء دار للأيتام ومسجد ودار لتحفيظ القرآن تم بنائهم في شارع الهرم وأيضاً شقة كانت تملكها في منطقة المهندسين قامت بالتبرع بها لصالح جامع مصطفى محمود وهو ما أكده العالم نفسه في أحد البرامج التلفزيونية مؤكداً أنها كانت تساوي وقتها ربع مليون جنيه.

 

بتاريخ 28 نوفمبر 2017، رحلت معبودة الجماهير شادية عن عالمنا مخلفة وراءها تاريخ فني وإنساني كبير يجعلها خالدة في قلوب محبيها.

 

ظلت وستبقى شادية رمزاً للحب والعطاء والنور والجمال فى حياتها وبعد رحيلها.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.