أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

فيلم “شلبى” .. حكاية الناس الـ ولا حاجة ….

فيلم “شلبى” .. حكاية الناس الـ ولا حاجة….

بقلم / غادة العليمى

تعودنا منذ حقبة غير قصيرة من تاريخ السينما على ما يسمى بسينما الواقع
وهى اعمال سينمائية   تقتحم فيها الكاميرات النجوع والعشوائيات والاماكن الاكثر فقراً
 فتهبط بالمشاهد لمستويات دنيا
وتنقل اليه مقاييس ومعايير مجتمعيه فى غاية التدنى الفكرى والاخلاقى
وتصدرها اليه على انها واقع أحياء الفقراء فى بلادنا وواقع لنمازج وشخصيات هذه الاحياء
حتى اعتادت اعيننا على الالفاظ السوقيه والملابس الخالية من الذوق والسلوكيات المتدنيه
ومع الاصرار والتكرار
 صدق اهل العشوائيات انفسهم انهم لابد وان يكونوا هكذا لان مرأة السينما والمجتمع تراهم هكذا
وتحت مسمى الواقعية وقعت من اعيننا الصورة البصرية الحلوة والنمازج المصرية السويه
لفقراء هذا الشعب العظيم الذى خرج من بين صفوفه شعراء وادباء وفنانين واطباء وعلماء
ولكن ماحدث هذه المره فى الفيلم المصرى شلبى
ان هبط  العمل السينمائى بالمشاهد ليصعد به من جديد لقيم مجتمعيه عليا
 مثل  النبل والطموح والايثار والابداع وصور بصرية مبهجة واماكن فقيرة جميلة

اسم الفيلم شلبى

مبدأيا اسم الفيلم ( شلبى ) مشتق من اسم لعبة ماريونت يملكها البطل ينطقها  بلسانه متى شاء ويحركها بيده متى يريد
اما اللعبة فهى رمز انسانى داخل كل واحد فينا نفس اللعبة
وهى الضمير وحديثها حديث النفس التى تعذبنا تارة بجلد الذات وتكافئنا مره بالتحفيز والتحميس
وهو دور شلبى فى الفيلم
بطل الفيلم صابر ( كريم عبد العزيز ) المرح خفيف الظل شاب فقير لا يملك مالاً ولا عمل ولا اسرة لكنه يملك موهبه ويملك طموح ويملك نفس انسانيه سويه ونبيلة
ملابسة بسيطة لكن منسقه انيقه اناقة فقير فنان
بطلة الفيلم الفنانة روبى صاحبة الوجه المصرى والاداء البسيط الممتع بملابسها المصرية البسيطة عبارة عن فستان محتشم واسع بكل الالوان
المكان الذى تدور فى احداث الفيلم ايضا اظنه كذلك مكان رمزى لان احداث الفيلم جميعا تدور فى منطقه وسط البلد بمبانيها العظيمة وتاريخها العريق وصورتها البصرية الحلوة

احداث الفيلم

 يجتمع صابر بطل الفيلم الشاب  الذى يحلم بفرصة بالفنان الموهوب شريف جزرة  (حاتم صلاح ) وهو نجم موهوب خفيف الظل  يستعرض امكانياته الفنية  الكبيرة فى الاداء الكوميدى الذى برع فيه بجانب اداؤه التراچدى والمسرح الذى تفوق فى الفيلم فيه ويحلم هو الاخر بفرصه
وثالوثهم كان الكاتب المغمور فؤاد الذى قام ببطولته النجم ( بيومى فؤاد ) والذى تفنن فى الاضحاك الغير مبتذل

والفيلم عامه كوميدى

فيلم مضحك هذا النوع من كوميديا الموقف الغير مبتذل
الذى صاغه الكاتب مصطفى حمدى ببساطة وببراعة
ليحكى حكاية الناس اللى ولا حاجة كما يقال فى بداية تتر المسلسل
وكما جاء على لسان البطل كريم عبد العزيز فى اخر الفيلم وهو يتحدث عن عزمه على تحقيق حلمه بعمل عرض مسرحى يجمع ما بين العرائس والفنانين
حين قال للبطلة روبى
( احنا ولا حاجة هنخاف من ايه لا حد مستنينا نسقط علشان يشمت فينا ولا احنا ناجحين علشان نخاف نفشل )

عناصر بسيطة

فى الفيلم تضافرت عناصر بسيطة من الاداء والديكور والملابس واماكن التصوير والورق المنمق والفكر البسيط الهادف الذى يجعل المتفرج يعيش  فى جو من الفشل والاخفاق المتكرر الذى ينتهى بنجاح مبدئى غير متكلف لابطال العرض جميعهم
وبالتأكيد لن تتفاجئ عزيزى القارئ بعد كل ما ذكرته عن العرض ان المايسترو الذى استخدم كل هذه النغمات السينمائية ليخرج هذه المقطوعة البصرية الحلووة هو المخرج الرائع بيتر ميمي

شلبى ليس حكاية الناس اللى ولا حاجة كما جاء فى الفيلم ولكنه حكاية كل الموهوبين الطموحين الذى يسعوا للوصول لمكان تحت الشمس وهم كثيرون ويستحقوا ان يكونوا اعظم حاجة

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.