أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

قرة العين في بر الوالدين بقلم انتصار احمد

قرة العين في بر الوالدين

بقلم/ انتصار احمد

بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.

https://www.elmshaher.com/%d9%81%d8%b6%d8%a7%

بر الوالدين من أهم وأعظم العبادات الي الله، فـ جعل الله رضاه مقرونا بـ بر الوالدين ورضاهم، لذلك فإن رضا الله من رضا الوالدين، ولا يكونوا الأبناء بارين بـ والديهم إلا إذا أدو ما عليهم من حقوق وواجبات، فـ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر عند الله تعالى، لذلك لا يدخل الجنة عاق لوالديه أبدا.

صور بر الوالدين

ومن صور بر الوالدين، الاهتمام و الرعاية والطاعة لهما وتلبية أوامرهم والإنفاق عليهما عند الحاجة، وعدم إزعاجهما وخفض الصوت واستعمال أجمل الكلمات عند الحديث معهما والتواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي احتراما وتقديرا لهما، والاحسان والانكسار في التعامل معهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق والتأفف من طلباتهما حتي ولو كانت كثيرة ومتكررة.

وقد اختص الله الأم بـ مزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة، والبر يكون بـ معنى حسن الصحبة، والعشرة، والطاعة والصلة وعدم مجادلتها والكذب عليها فـ الام هى أحق الناس بـ حسن الصحبه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال أمك، قال ثم من؟
قال ثم أمك، قال ثم من؟
قال ثم أمك، قال ثم من؟
قال ثم أبوك.

فـ البر هو الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما علي نفسك، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين
لقوله تعالى:
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.

ولتعلم ايها الإبن أن البر هو العناية والاهتمام بكل تفاصيل حياتهم، فـ قبل أن تقبل يد او رأس والديك اسأل نفسك، ما هو البر ؟!

بر الوالدين هو ان

البر هو أن تفضلهما على رضا نفسك و شكرهما الذي جاء مقرونا بـ شكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى واخفض لهما جناح الذل مِن الرحمة وقل رب ارحمهما كلما ربياني صغيرا، فـ البر معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام والإحسان وفعل الخيرات لهما، ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس والديك، أو على أيديهما، فـ تظن أنك بلغت غاية رضاهما !.

البر هو أن تستشف مافي قلب والديك، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا، هو أن تعلم مايسعدهما فـ تسارع إلى فعله، وتدرك مايؤلمهما، فـ تجتهد أن لايرونه منك أبدا، البر قد يكون في أمر تشعر من والديك أنهما يشتهيانه، فـ تحضره للتو، ولو كان كوبا من الشاي !
هو أن تحرص على راحة والديك، ولو كان على حساب سعادتك، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما ، فنومك مبكرا من البر بهما، البر هو أن تفرط بخروجه دعيت لها، إن شعرت ولو لثواني أن هذه السهرة لا تروضي والديك، وتشغل بالهما، هو أن تخطط لـ عمرة أو زيارة حج لبيت الله الحرم، لايدري عنهما والديك، فهما يستحقانه ما دامت ظروفك تسمح بذالك !.

البر، هو أن تُرفه عن والديك في هذا السن الذي لم يعد فيه بـ النسبة لهم الكثير مما يجلب السعادة والفرح لهما، هو أن تفيض على والديك من مالك ولو كانوا يمتلكون الملايين دون أن تفكر كم عندهم، وكم صرفوا، وهل هم بحاجة أم لا، فكل ما أنت فيه، ما جاء إلا بسهرهم، وتعبهم، وقلقهم، وجهد الليالي اللذان أمضاها في رعايتك!.

البر، هو أن تبحث عن راحتهم، فلا تسمح لهم بـ بذل جهد لأجلك، فـ يكفي ما بذلاه منذ ولادتك، الى أن بلغت هذا العمر، هو استجلاب ضحكتهم، ولو اصبحت في نظر نفسك مهرجا !.

كثيرة هي طرق البر المؤدية إلى الجنة، فلا تحصروها بقبلة، قد يعقبها الكثير من التقصير
فـ بر الوالدين، ليس وظيفية، بل مزاحمات على أبواب الجنة.

منزلة الوالدين هو الاسلام

فقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة، فـ جعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال، والحديث معهما بكل أدب واحترام وتقدير، والإنصات إليهما عندما يتحدثان بكل اهتمام، وعدم إظهار الضيق أو التقليل منهما، وقد دعا الإسلام إلى البر بـ الوالدين والإحسان إليهما وذكره بعد الأمر بـ عبادة الله تعالى.

وبِر الوالدين من أعظم أبواب الخير، وقد جاء ذلك في الحديث الذي سأل فيه عبد الله بن مسعود النبي
قائلا: أي العمل أحب اللى الله؟ قال : الصلاة على وقتها.
قال: ثم؟
قال: ثم بر الوالدين.
قال: ثم؟
قال: الجهاد في سبيل الله.

وقال النبي صل الله عليه وسلم {من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله}، لذالك يجب أن نعلم جيدا أن بر الوالدين وصية من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ أوصى الأبناء أن يكونوا بارين، وأن يكسبوا الأجر والثواب بـ خدمة الوالدين أو أحدهما، وقد ورد الأمر بـ بر الوالدين في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية بر الوالدين، وأهمية السعي في خدمتهما وعدم الصراخ في وجهيهما خصوصا في كبرهما وضعفهما، لأنهما عندما يكبران يصابان بالضعف، ويصبح خاطرهما مكسورا من أبنائهما الذين لا يلتفتون إليهم، لذلك فإن بر الوالدين يصبح واجبا وأكثر أهمية عند كبرهما، فـ رضا الوالدين على أبنائهم هو رضا الله عز وجل، وبـ رضا الله يبارك ويرضى عن الابن البار بـ والديه، كما يكون بره بـ والديه سببا في دخوله الجنة.

بارك الله في أعمار ابائنا ورحم المتوفين منهم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.