كان ياما كان بقلم الشاعرة فاطمة أمير

• كان ياما كان بقلم الشاعرة فاطمة أمير

منذ ان نشأنا على دروب الحياة وطرقنا ابوابها ، وتسلقنا جدران حيطانها وجدنا .
قصص الف ليلة وليلة باتت معنا نسمعها نتخايلها في كل مكان نتمنى وما نيل المطالب بالتمني ، وتدور العجلة ، ويبقى احلى زمان عصر السندباد الذي عشناه خيالا اصبح من صدفه وصيتُ هذا الفتى شائعا بين البلدان لولا العرض البهلواني لحفل والي بغداد لما كنا الآن نسرد العبر من قصة السندباد ومغامراته حيث ان ذكره عبر كل البحار كم انت عظيم وشجاع يا فتى بغداد ، سمع صوت داخله يشده الى رؤية وضوح الدنيا بكل عزيمة وثبات وازالة تراب التردد والاحباط اراد اكتشاف العالم من اوسع الابواب ، فضوله كطبول تقرع في الأعراس ، احلامه علقها باجنحة نوارس دجلة ، وسلسبيل الفرات لم يعطِ للخوف حيزاً في قلبه المتقين بجمال ما ينتظره من مغامرات باحثا عن خزائن المال .
وانطلق السندباد وجعل من مغامراته خيرا لكل شرّ واجهه في البلاد .
كم منا الآن من يحتاج شجاعة السندباد وفلسفة مغامراته ، يخرج نفسه من عتمة ليل الخوف ويشرق للمستقبل بكل صباح ، لا بأس بقليل من الخوف فالانسان بطبيعته يخاف الابحار بسفينة الافكار فهذه السفينة إما تغرقه او تنجيه لبر الامان والاغلب يحلم بحياة سهلة كصحن من ذهبٍ يقدم له مفرط به حَبّ الرمان أو ينتظر مصباح علاء الدين ليخرج منه جنيُّ الامنيات ليحقق له ما يريد وما تتوق له نفسه ، نتأسف لكل من يرغب باستمرار في عرض سلسلة الاحلام على شاشة تلفاز الحياة رغم جمالها تبقى سنينا واياما عجافا مستحيلات ، فالحياة تريد منا ان نصمد ونتكاتف ونقف باعتداد للكل ، فلكل منا في عمره أيام وسنين فيها مد وجزر اذن علينا ان ننتصر بملاحة الأيام وجمالها وغياب ليل القهر وعتمته .