ثم علم فيما بعد أن الحياة كانت مباراة لم يشاركها..وأنه قضى جل عمره مشاهداً..قد أطال الانتظار…ظناً منه أنَّ الحظ السعيد ربما يواتيه وهو فى مقعده…ولم يكن ليغير قناعاته أبداً..بيد …بيد أنه لاحظ ..أن كل شيء يتغير حوله…

حتى اللاعبون..يتبدلون…ومن كانوا يشاركونه المشاهدة أيضاً قد شاركوا في اللعب ..إلاه.. ظل قابعاً في مقعده..قانعاً بيسير الحظ الذى واتاه دون عناء يذكر…

وأوهم نفسه التى حادثته كثيراً…أنه من الصابرين..وأنَّ حسن الجزاء..لابد أن يلاقيه…إن لم يكن فى العاجلة…ففى اليوم الموعود… حين يلقي وجه كريم..

هكذا أخمد بركان نفسه الثائرة وأمكنه أن ينام مرتاح البال…قرير العين…

ولكنه أيقن أخيراً أنه كان يراوغ نفسه…فلم يكن هذا صبراً … بل كان نكوصاً عن الحياة…قد ترك ميدان السبق وادعى الزهد…وقال إن الدنيا دار من لا دار له…بيد أنه نسي أنه لم يبن لا في الدنيا ولا في الآخرة…وأنه لو علت همته حقاً…لعمّرَ دنياه وآخرته…