أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

” كله بالحب” بقلم دعاء خطاب

مسلسل يُعرض في رمضان هذا العام.. لن أتعرض في كلامي الآتي.. للناحيه الدراميه وأداء الفنانين.. وإنما ما آثار تفكيري وشد انتباهي اكثر كعادتي دائماً، وأنا أشاهد الحلقات العشر الأولى المسلسل يتحدث عن سيده في الثلاثينات من عمرها، على  الأغلب من بيئه رقيقه الحال، جميله، طيبه، بسيطه التفكير تزوجت من كهل مسن، مريض عاشت معه لسنوات كرفيقه وممرضه، وتوفاه الله..فورثت عنه فيلا فخمه تساوي ملايين، ومبلغ محترم من المال، ولأنها لم تكن إلا زوجه مع إيقاف التنفيذ، فقد وقعت بسهوله في شباك طبيب بيطري شاب أصغر منها، كان يعالج الكلب الخاص بها واستغل معرفته بوضعها وحياتها ورمى شباكه حولها واقنعها بحبه وتزوجها سريعَا.. لتكتشف خلال اسابيع قليله أنها وقعت مع نصاب.. محترف يستغل شبابه ووضعه العام في المجتمع للإيقاع بمثيلاتها من النساء اللواتي تتشوقن للأمان والإحتواء، مما يجعلهن فرائس محتمله غايه في السهوله لأمثاله من المرضى.. يساعده في تلك العمليات المتكرره من النصب فتاه تدعي أنها أخته، ومحامي فاسد يخطط له ويرسم له الطريق في مقابل مادي ضخم من ثروه الضحيه!!

شَعُرت بغصه في قلبي وانا أشاهد مسار الأحداث، كم يُستغل إحساس المرأه وحاجتها للإستقرار والأمومه بشكل غريزي كسلاح فتاك ضدها وكم المهانه التي تعرضت لها الضحيه، والإنكسار الذي تلي شعور زائف قصير بالأمان.. وكيف أصبحت غريبه في بيتها بعد أن طلقها زوجها واتي فوراً بزوجه آخرى محلها ليقهرها، كونها تجرأت وتمسكت بحقها القانوني والشرعي في قضاء شهور العده بداخل نفس المنزل.. ولأنها لا تملك مكاناً غيره تأوي إليه.. ولم يكتفى بذلك بل وضع خطه مع المحامي، وزوجته الجديده للضغط عليها وإذلالها أكثر وأكثر لضمان عدم بقائها لأكثر من ذلك.. فقامت الزوجه بتسريب كلبها بدون علمها والذي تعتبره إبنها.. و إستعمال اشياؤها الخاصه وأكل طعامها..وإغاظتها بتصرفات حميمه مع زوجها أمام عيونها، ويوم وراء الثاني بدأت تنفذ مواردها الماديه القليله التي تبقت، بعدما سرق زوجها النصاب كل ما تملك من أموال ومنزل فخم.. “وكله بالحب” كما أدعي وقتها.. ولم يكتفى بذلك بل  آمعن في إهانتها بكلام جارح منه ومن زوجته الجديده.. كما يبدو حتى الآن ان الظروف تخدم الطرف الظالم على حساب الطرف الضعيف.. ولكن إذا تمعنا فيما وراء المشهد العام..نجد قلق وإضطراب وعدم راحه في حياه الظالمين.. مشاكل وصراعات يوميه فيما بينهم مصدرها الرعب على الأموال الحرام التي اغتصبوها منها ومن غيرها. نُزعت البركه من حياتهم وتلاشيت الراحه وسلام النفس من أيامهم.. وسبحان الله، “سيماهم على وجوههم” لمن نظر يشعر أن هؤلاء “المسوخ” يتمتعون بطاقه رديئه وهاله خبيثه تُحيط بهم، ولعل بطله المسلسل تكون لاحظت شيئًا منها في البدايه، لكن مع آمالها في الإستقرار و وهم السعاده، تجاهلت تلك الإشارات، وذلك الشعور الداخلي الذي يُحدثهاُ ليقول لها.. توقفي. هناك شئ ما خاطئ في ذلك المشهد الرائع بشكل زائد، يجعله مثالي لمدى لا يمكن أن يكون حقيقي.!! 

“Too good to be true”

بدأ الظالمون يتقلبون على بعضهم البعض، يدبرون الخطط للإستيلاء على أموال بعضهم
ومسار الأمور بالتالي لن يكون لصالحهم.. وهنا حضرني الدعاء
“اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين”

والآيات الكريمه..

” إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ”

“وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقلِبُون”.. فلا يغرنك حالهم وما يبدون عليه من إنتصارات.. لأن دائمًا الله سبحانه وتعالى في نصره المظلوم متى آمن بذلك.

“وعزتي وجلالي لأدبرن الأمر لمن لا حيله   له، حتى يتعجب أصحاب الحيل ”

” وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”

” وعِزَّتِي وجلالِي لَأنْتقِمَنَّ من الظَّالِمِ في عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ولأَنْتَقِمَنَّ مِمَّنْ رَأَى مَظلُومًا فقَدَرَ أنْ يَنصُرَهُ فلمْ يفعلْ”
ذلك وعد الله.. ووعد الله حق

دولة الظلم ساعه ودولة الحق إلى أن تقوم الساعه.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.