أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

لأجل النبى في مترو الأنفاق

لأجل النبى في مترو الأنفاق

إسهامات بقلم / ثروت عبدالؤوف

أثناء جلوسى فى عربة المترو ٠٠فجأة دخل رجل يحمل كل سمات البساطة

اول ما جلس على الكرسى أخرج من جيبه تليفون محمول وبدأ يعبث به حتى إنطلق منه صوت عالى جدا للمطرب محمد الكحلاوى يشدوا بأغنية ٠٠لأجل النبى

جمال اللحن ٠٠وعذوبة الكلمات٠٠ وبحه صوت الكحلاوى ٠٠

والأهم من كل ذلك حالة السلطنة والإندماج مع الأغنية التى إنتابت الرجل البسيط إلتفت حولى فرأيت حالة من البهجة والسعادة الغريبة بين جميع الركاب وحالة من الإرتياح إرتسمت على وجوههم ٠٠ إلا رجل واحد ملامحه غليظة إنتابته حالة شديدة من العدوانية كأن لدغه ثعبان

وفجاة إنتفض هذا الرجل غليظ الملامح٠٠ وإتجه نحو الرجل البسيط كالسهم المسموم

٠٠وإنفجر فى نوبة غضب عارم ٠٠ووجه للرجل البسيط وصلة ردح و توبيخ وسب ولعن وتهديد ووعيد وسخرية ٠٠وأمره بكل قوة وفجاجة أن يغلق المحمول (هذا الزفت على حد قوله) أو يسمع نفسه ويستخدم السماعة

كل الركاب أصابتهم حالة من الذهول ٠٠وتحولت حالتهم التى كانوا عليها إلى حالة من الوجوم والترقب ٠٠و لكن كله بلع لسانه وكتم أنفاسه ولم ينطق واحد منهم بكلمة فجاة

إنفجر الرجل البسيط بالبكاء ٠٠وبحركه طفولية أعلن عن تمسكه بعدم غلق التليفون ٠٠وتمرده على الرجل الغليظ قام شاب مفتول العضلات ٠٠طول بعرض٠٠ وإحتضن الرجل البسيط ٠٠وقبل رأسه وقال له حقك على ٠٠ورمق الرجل الغليظ بطرف عينيه وقال له بحده أكبر من حدته وغلظه أشد من غلظته ٠٠انت رجل زبالة

وهنا توقعت وربما غيرى ٠٠معركة دامية ٠٠وحديد يفل حديد

لكن الغريب والعجيب أن الرجل الغليظ ٠٠ تحول فجأة من ثور هايج إلى بطة بلدى ٠٠وكأنه عملها على نفسه ٠٠ ومن حسن حظه توقف المترو فى المحطة فإنسحب الرجل الغليظ يجر خلفه ذيل بطه ٠٠وغادر المترو

إنفجر بعض الركاب فى نوبة ضحك هستيرى٠٠ والبعض الآخر علق على الموقف بإذدراء الرجل الغليظ بعدما إطمأنوا من مغادرته ٠٠والبعض تطوع بتطيب خاطر الرجل البسيط ٠٠ومجموعة من الشباب بدأت تردد مع الرجل البسيط ٠٠لأجل النبى لأجل النبى وتؤدى نفس حركاته مر على هذه الواقعة أكثر من عشرين يوم وكل ما أتذكرها تنتابني حالة من السلطنة والشجن وأبدأ فى ترديد

٠٠لأجل النبى لأجل النبى لأجل النبى٠٠ تقبل صلاتى على النبى لأجل النبى

والأهم إننى أقوم بتأديه نفس الحركات التى كان يؤديها الرجل البسيط الواد إبنى شافنى وأنا مندمج مع هذه الحالة قال موجها كلامه لأخوه ٠٠مدد مدد ٠٠بابا إنجذب ما أجمل الإنجذاب ٠٠ما أجمل الصلاة على النبى

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.