أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

لتفخرى … فسيدة نساء العالمين عذراء…

received_433777830888464

لتفخرى … فسيدة نساء العالمين عذراء !!!

بقلم دكتورة / صفاء صفوت العُدرىّ

 

“رسالة منى إلىَّ وإليها “

تسد أذنيها بقطنة … بمنديل … بيديها … بالوسادة … تغلق عليها ألف باب … والصوت لا ينقطع ولا يخبو ولا يصمت … لسبب بسيط لأنه صوت داخلى مختلط بأصوات خارجية مزعجة صاخبة معدومة الإحساس والفكر والإيمان … يظهر أنها لن تستطيع المقاومة كثيراً ، فقد صبرت وثابرت وتحملت وتصبَّرت مراراً وتكراراً دون جدوى ، لا يوجد حل منطقى الآن إلا الإستسلام والإرتماء فى أول حضن يفتح لها ذراعيه حتى ولو كان من نار أو شوك ، أو الإنطواء والإنزواء وعيش تجربة الإكتئاب والرهاب الإجتماعى وقطع كل إتصال بالعالم الخارجى ، المهم أن تُسكِت تلك الأصوات المزعجة الظالمة الهوجاء التى ضاقت بها ، ولكن ماذا تقول هذه الأصوات ليكون لها مثل هذا التأثير المدمر ؟!!! إنها تقول كلمات يعرفها الجميع وحفظناها عن ظهر قلب ” حاسبى لا يفوتك القطر – كل صحابك إتجوزوا وإنتى لسه – بلاش قنعرة مستنية مين حسين فهمى يعنى ولا مهند – ليه بترفضى كل اللى بيتقدمولك إنتى مين – أكيد دى شايفة لها شوفه ولا منظرة على حد معين ولا لامؤاخذة مربطة مع حد – حتخلفى إمتى حتى لو اتجوزتى – إتجوزى واتطلقى تانى يا ستى – يعنى إيه ما فيش توافق بينك وبينه كلنا اتجوزنا ناس منعرفهاش – الراجل ميعيبهوش غير جيبه … و… و… و … و أصوات تتعالى وتتداخل وتُنكل وتشجُب وتقرروتتهم وتتدخل فى أدق الخصوصيات ، أصوات لا تفهم ولا تحاول أن تفهم ما بداخلها ، وهى أيضاً أصبحت ضعيفة فقدت القدرة على الشرح ، فقدت القدرة على الإقناع ، تعبت من كثرة الجدال والمقاوحة والقيل والقال ، تعبت من كثرة عرض الآراء الفلسفية والعلمية والإجتماعية التى تثبت لهم بها ضلالاتهم ، حتى أقرب الناس لها ضدها وضد آرائها ” لمصلحتها من وجهة نظرهم ” ، آثَرت الصمت ، وتأتى الكلمة التى قسمت ظهر البعير ، طالما عديتى التلاتين فأنتى ” عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانس” ، وتقع عليها هذه الكلمة كوقع الصاعقة تهدم كيانها هدماً وعندما بحثت عن معناها وجدت أن إمْرَأَةٌ عَانِس بمعنى أَسَنَّتْ وَلَمْ تَتَزَوَّجْ ، وبعد هذه الكلمة تجدها تهاوت وترنحت وانزوت وفقدت كل قدرتها على المقاومة ، وظن الجميع أنها على وشك الإستسلام مثل المصارع فى الحلبة عندما يُركَل ويُضرَب فى كل جزء من جسده وينزف دماً ويسقط أرضاً ، لا يفرق بينها وبينه إلا أنها لا تنزف من جسدها فقط بل روحها أيضاً خارت قواها ونزفت ، وفجأة لجأت إلى الله سبحانه وتعالى الملاذ الأول والأخير لكل حائر ، لتستعيد قوتها و تتوازن مرة أخرى ، وصرخت صرخة مدوية مثل الأسد الجريح عندما يخرج من عرينه ونثرت دمائها لتغرق بها وجوه أعدائها ، فى مشهد قريب جداً من مشهد المصارع الملقى على الأرض والحكم يعد ، وفجأة وقبل العدة الأخيرة يستفيق ويقلب النتائج رأساً على عقب ويفوز بالجولة ، وقالت لهم جميعاً لن أستسلم ولن أنزوى وواثقة من نفسى ومن صدق وطهر خطاى ، لقد حاولتم إفقادى الثقة بنفسى وفعلاً أوشكت أن أصدقكم وأكذب نفسى ، ولكن هيهاااات هيهاااات لا يعلم كوامن نفسى إلا أنا والله فقط ، أما أنتم فمجرد ” إمعَّات فارغة” تسيرون خلف المجتمع فقط دون تفكير كالقطيع ، الرجل اللى ما يعيبهوش إلا جيبه ، لااااااا يعيبه حاجات كتير يعيبه خلقه ودينه وعلاقاته إذا ما كانت غير شريفة ، يعيبه طباعه إذا كانت سيئة مثل البخل والطمع والأنانية والعناد والتكبر ، والأطفال الذين تتكلمون عنهم والسن المحدد للإنجاب منطقى جداً ، ولكنى عبدة لرب كريم صانع للمعجزات ، فالأطفال رزق ومكتوب لا يرتبط بالسن ، وكم من فتاة تزوجت فى الثامنة عشرة ولم تنجب ، وكم من إمرأة بلغت السابعة والأربعون ورُزِقت بتوأم ، وكلها حالات نعايشها جميعاً فى الواقع ” لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ” ، أما مسألة علاقتى بأحد فكيف تجرؤن على إتهام مثلى بهذا ؟!!!، وأنتم تعلمون أنى أشرف من الشرف ، وأنى بالرغم من تأخرى فى الزواج لم أضعف لحظة بفضل الله بالرغم من كل المغريات والمريدين الذين مررت بهم على يدكم ، فأنا واثقة من نقائى وأنتم واثقون أكثر منى ، عندما سيُغلَق علىَّ باب مع فلان أو علان ، لن تتحملوا سوء طباعه ، ولن ترضونه زوجاً لكم ولا لأبنائكم ، عندما أتزوج من هو دونى فى الثقافة والفكر والعلم ، لن تتألموا معى من عدم التفاهم والتواصل ، عندما أتزوج العنيف لفظياً وجسدياً لن تدافعوا عنى وربما تلقون اللوم علىَّ ، عندما أتزوج من لا يحبنى بصدق ومن قلبه وبدون غرض ، لن تعوضونى الحرمان العاطفى الذى سأُعانى منه ، ولو تقرَّب إلىَّ أحدهم ولمحتونى معه مصادفةً ستتهموننى فى أخلاقى ظلماً وبهتاناً ، ولو طُلِّقت ستأكلوننى بأعيُنكم وكلامكم ذو السهام السامَة القاتلة ، وكَونى عذراء شريفة طاهرة حتى الآن دون خطيئة ولا إثم ولا علاقة شائنة فهذا شرف وفخر لى ولو مت عليه ، تدَّعون الإيمان وأنتم لا تعرفون الله حق المعرفة ، لا تعرفون أن كل شئ مكتوب مكتوب وبقدر ، ولا ذنب لأحد فى قدره ، طالما أنكم لن تتحملوا عنى أى حمل فلتصمتوا إلى الأبد ولتذهبوا إلى الجحيم ، أما عنى فسأستكمل مسيرتى ونجاحاتى وطريقى الذى رسمته لنفسى ، سأبذل كل طاقتى فى عملى ، وعمل الخير ، وتدعيم علاقتى بالله سبحانه وتعالى ، وقدوتى ومثلى الأعلى ” سيدة نساء العالمين ” عندما إختارها الله … إختارها عذراء لم يمسسها بشر ، جعلتمونى أشعر بشعور غريب هو أن من تتزوج من لا يتوافق معها فكريَّاً أوعاطفيَّاً أو إنسانيَّاً فكأنما دُنِّست ، بالرغم من أنه زواج شرعى وحلال ، ولكن ربما دُنَّست إنسانيتها وروحها ، وأنا لا أريد أن أُدنَّس خوفاً من فوات القطار أو من كلامكم النارىَّ ، سأسير فى طريقى السليم الذى إرتضيته لنفسى ، ولو ظهر من هو أهلٌ لذاتى فمرحباً به على الرحب والسعة ، وإن لم يظهر فأنا لست مُدانة أو ناقصة أو حاملة لعار أو محتاجة لأن أدافع عن نفسى ، هذا قضاء الله وقدره وأنا راضية به ، وسأعيش أمومتى مع كل الأطفال من حولى ، ولكنى الآن مضطرة أن أدافع عن قضية كل من هم فى مثل حالتى ، وأقول لكل من هى فى ظروفى ” لتفخرى … فسيدة نساء العالمين عذراء” ، ولتتذكرى كم عانت هذه الطاهرة البريئة التى إصطفاها الله علينا جميعاً من ظلم وإضطهاد وسوء ظن ممن حولها ، وتقارنى نفسك بها فستجدى أنكى لم تتحملى إلا القليل ، وأدعوكم جميعاً لإلغاء كلمة ” عااااانس ” من قاموسنا وتحويلها لكلمة تليق ” بطلة – مكافحة – مثابرة – شريفة” فكل من تسمونها عانس هى فى الغالب عائلة لأب أو أم مرضى ، وربما تنفق عليهم أيضاً ، هى مقاومة للزواج العرفى والعلاقات الشائنة التى ملأت مجتمعنا وأصبحت سهلة جداً وعلى أعلى المستويات ، هى ربما تعانى من الحرمان العاطفى جداً ولكنها لا تُظهر ذلك وتظهر صلبة قوية حفاظاً على ماء وجهها وأخلاقها ودينها وما تربت عليه من قيم وتقاليد “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ” ، ولإن قلبها طاهر ومؤمن تدعو لكل صديقاتها المتزوجات المنجبات بالبركة والسعادة من قلبها ، والمفارقة المحزنة أن بعضهن يخشين من الحسد والخوف على أزواجهم وأبنائهم منها خاصة لو كانت تتمتع بقدرٍ من الجمال ، ومع ذلك تتحمل الجرح وتصبر، بعد هذا الصراع الطويل مع الأفكار والكلمات شعرت بالراحة والإسترخاء وتلاشت الأصوات شيئاً فشيئاً وصمتت إلى الأبد وذهبت بلا رجعة لإنها لم تجد لديها ما ترد به ، وحل مكانها صوت خرير مياه وعصافير وهدوء ، وفتحت النافذة على مصراعيها لتجدد هواء الحياة كلها ، واتجهت إلى الراديو العتيق القابع على الكومدينو وأدارته فترامت إلى سمعها هذه الكلمات :
إثبت مكانك هنا عنوانك
ده الخوف بيخاف منك وضميرك عمره ما خانك
إثبت مكانك ده نور الشمس راجع يا تموت وإنت واقف يا تعيش وإنت راكع
إثبت مكانك ده عينيك شايفة الدليل إبعد عنهم وسيب الحيطة عليهم تميل كلامك ما بيتفهمش احساسك مابيتوصفش
إثبت مكانك وادعي ويا الآدان لك رب اسمه الحق والعدل والسلام
كلامك ما بيتفهمش إحساسك ما بيتوصفش
أنا اللي ثابت مهما قالوا ومهما زودا الأسى

ثم فتحت التلفاز لتجد مسلسل راقى جداً لإلهام شاهين إسمه ” نعم ما زلت آنسة ” ، فضحكت من القلب وقالت : جيت على الجرح.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.