أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

ما هي مصر؟! .. كتبت شادن عصام الدين

ما هي مصر؟! .. كتبت شادن عصام الدين

تساؤل عظيم شغل البال وسط دفء أجواء التحضيرات والاستعدادات لمراسم نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري الي متحف الحضارة،

هذا الحدث الجلل الذي يشاهده ويتابعه العالم أجمع، ولا يفصلنا عنه إلا ساعات قليلة.. فمن هي مصر؟؟ وما هي مصر؟! أيقونة تاج النيل التي تسطع وتتلألأ.

مصر هبة المصريين

ليست مصر هبة النيل كما وصفها المؤرخ القديم هيرودوت، وانما هي هبة المصريين كما يقول مؤرخنا الحديث الدكتور محمد شفيق غربال.

بلاد وأقوام وقبائل كثيرة تمتد على ضفاف النيل وحول الأنهر التي تصب في النيل، وعلى الروافد التي تتفرع من النهر الكبير، وقد عاشت أقوام وجماعات في هذه المنطقة النيلية الفسيحة قبل أن يبدأ التاريخ.

ولكن التاريخ بدأ فعلا في جزء واحد من هذه المنطقة، وهو الجزء الشمالي من النيل.. الذي يعرفه العالم باسم مصر.. العزيزة مصر.

فلو كان النهر الكبير وحده هو الذي يصنع التاريخ وهو الذي يصنع المجتمع الإنساني، لقامت الحضارة أول ما قامت في أي جزء من أجزاء هذا الوادي الطويل،

بل لقامت الحضارة في مناطقه الجنوبية التي يفيض فيها ماء النيل أكثر من الشمال.

ولكن الحضارة قامت في الشمال.. في وطننا مصر.. لان هذا الاقليم تسكنه أقوام امتازوا بالجرأة والعزيمة والصلابة والاحتمال.

كتاب وأدباء يمثلون الشخصية المصرية

روي هذه القصة أحد كتاب صحيفة الأهرام، فعندما زار الرئيس/ جمال عبد الناصر المبني الجديد الذي شيدته الصحيفة في أوائل الستينيات،

كان الكتاب والأدباء الكبار الذين يؤلفون الصالون الأدبي والفكري في الصحيفة، في مقدمة الذين استقبلوه تحية وترحيبًا.. وجري بينه وبينهم حديث فيه شيء من الدعابة..

نظر الي الدكتور لويس عوض وقال: أنت تمثل مصر الفرعونية.

وقال للدكتورة بنت الشاطئ (عائشة عبد الرحمن): وأنت تمثلين مصر الإسلامية.

وحول نظره الي الدكتور حسين فوزي وقال: وأنت تمثل مصر الأوروبية.

وقال للأستاذ نجيب محفوظ: وأنت تمثل مصر القاهرية، ورفع صوته وقال بصوت واضح ونظرته مصوبة لهم جميعاً: أما الأستاذ توفيق الحكيم فانه يمثل مصر الحقيقة.. مصر التي أعرفها.. ويعرفها الشعب المصري.

شعب صناعته الحضارة

عندما تتسلل الي كتب التاريخ وتتناوب بين الحقب المختلفة التي مرت على مصر، تجد أن شعبها حرفته صناعة الحضارة، فمصر تبني بيد وتحارب بالأخرى، دون أن تكون دولة محترفة حرب.. لأنها دائما محارب مدافع أساسا، لا محارب معتد.

 

 

يقول الدكتور جمال حمدان “أن مصر كانت دائما شعبا محاربا بقدر ما كانت شعبا بناء، وكان المصري قديما وحديثا هو الإنسان المحارب، كما كان الانسان الصانع”؛

ولكن الحرب عند المصريين هي (الدفاع) بأوسع ما تعنيه هذه الكلمة وليست (الهجوم) الذي تحترفه بعض الشعوب.

من أنت يا صانعة الحضارة؟ من هي مصر؟

عندما نريد أن نحيط بشخصية انسان عظيم ماذا نفعل؟!

هل نبحث عنه في مشاعره أو في مبادئه أو في تفكيره؟ هل نحاول أن نراه وهو يعمل ويكد، أو وهو يسعد ويطرب، أو وهو يضحك، أو وهو يصلي ويؤمن، أو وهو يفكر ويتأمل؟

ما هي مصر تلك التي تشغل بالنا، يبدو لحبنا لها أنها شيء بسيط جدا، قد تبدو أغنية، زجل، أ موال.. ونراها في عيون البسطاء من أبنائها، من أهل الريف وحواري مدنها..

هذا صحيح ولكن ليس كل شيء.. إنها شيء عظيم جدا، ممتد في الزمن، متعمق في الأثر..

إن ما نسميه (مصر) جسما، وروحا، وشخصية، يشبه الانسان العظيم بكل تفاصيل خلقه وتكوينه…

فيا بهية الكون.. تزيني اليوم بلآلئ ملوك وملكات حضارة المصريين القدماء..

فلازال في جعبتك المزيد يا مصر لتطلي بكل شموخ وسط الناظرين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.