أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

محطات في حياة العبقري محمد فوزي وتأميم مصنعه ووفاته بمرض نادر

اليوم تمر ذكري ميلاد الفنان الراحل محمد فوزي صاحب أشهر أغنية للأطفال في تاريخ السينما المصرية و محمد فوزي كان ملحن و مطرب عبقري، غير القالب الموسيقى السائد وغلبت علي ألحانه الجميل البسيطة وفضل تلحين الاغاني القصيرة وأعتذر عن التلحين لكوكب الشرق لانه لا يميل لتلحين الاغاني الطويلة وهو من رشح لها بليغ حمدي، اضطر الي الاعتزال بعد قيام الدولة بتأميم مصنعه للأسطوانات “مصر فون” الذي وضع فيه شقاء عمره ، وراحل الي ربه عام 1966، بعد صراع مرير مع مرض نادر، بعد أن ترك إرثاً من الأغنيات والألحان مازالت خالدة في ذاكرة الفن المصري والعربي.

وتقدم لكم جريدة أسرارً المشاهير بعض المعلومات عنه قد لا يعرفها الكثيرين عن الموسيقار الذي سبق عصره

مولده  وبداية مشوار الفن

محمد فوزي من مواليد محافظة الغربية من أسرة بسيطة من لطبقة المتوسطة، ولدفوزي في أسرة كبيرة العدد مكونة من 21 25 ولدا وبنتا وكان ترتيبه 21 وكان من اشقائه الفنانة هدى سلطان.

بدأت معرفة محمد فوزي بالموسيقى وهو طفل صغير من خلال صداقته مع عامل إطفاء يسمي محمد الخربتلى، وكان يقوم باصطحابه الي الموالد وحفلات الأعراس ليقوم بالغناء بها وهو طفل ، ونصحه بعض أصدقائه السفر إلى القاهرة حتي يتمكن من الوصول الشهرة ويصقل موهبته علي يد المطربين المعروفين في مصر المحروسة وبالفعل رحل فوزي عام ١٩٣٨ من طنطا الي القاهرة، وكانت إقامته في القاهرة صعبة حيث عاش أيام صعبة جدا، حتي أستطاع أن ينضم لفرقة بديعة مصابني، ثم فرقة فاطمة رشدي، ثم الفرقة القومية.

رفض الإذاعة اعتماده مطربا

خلال فترة عمله لفرقة بديعة مصابني، تعرف فوزي على عدد من الملحنين والمطربين الذي كانوا يعملون معه في ملهي بديعة وكان من هؤلاء الملحنين والمطربين،فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف في ملهى “بديعة”، واشترك فوزي معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، وبناء علي نصيحة بعض المقربين قرر التقدم لامتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ونجح فوزي في أختبار الاذاعة كملحن لكن لم يتم إعتماده كمطرب، لكن فوزي اصر علي النجاح ورفض الأستسلام، وكان حلم الغناء وان يصبح مطربا يراوده، لذلك قرر إحياء أعمال سيد درويش والتي كانت سببا في تعاقده مع الفرقة المصرية للتمثيل والغناء في مسرحية “شهرزاد” لسيد درويش.

بداية مشواره في التمثيل 

فشل عرضه الأول مسرحية شهرزاد وأصيب فوزي بالاكتئاب، لكن الممثلة فاطمة رشدي كانت تعرف موهبته وتؤمن بها ، عرضت عليه الانضمام لفرقتها كممثل ومغني، وبدأ الحظ يبتسم له قليلا عندما طلبه الفنان يوسف وهبي ليمثل دورا صغيرا في فيلم “سيف الجلاد”، سنة 1944،وكان الاشتراك في هذا الفيلم مع فنان كبير له جمهور عريض طريقة ليبدأ خطواته في السينما المصرية، وشارك في فيلم “أصحاب السعادة” الذي حقق نجاحا جماهيريا ساحقا في ذلك الوقت.

تأسيس شركة مصر فون للأسطوانات 

ساهم محمد فوزي في النهوض بالأغنية العربية، بعدما قام بتأسيس أول مصنع للاسطوانات سنة 1958 “مصر فون”وقام باستيراد احدث اجهزة نسخ وطبع الاسطوانات في العالم وجلب خبراء أجانب للاشراف عليه، وساهمت شركته مصر فون في نشر الأغنية بالوطن العربي.

ومع صدور قرارات التأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت شركته من ضمن من وقع عليهم قرار التأميم،وتم تعيين فوزي مديرا لها براتب 100 جنيه شهريا، لذلك أصيب بالحزن والانكسار، وهو ما عجل في أصابته بالمرض الشديد والوفاة.

تلحين أغنية بدون الآلات الموسيقية 

أمتاز محمد فوزي بألحان تسبق عصر وأفكار غير تقليدية وظهر ذلك أحدي الاغنيات بفيلم “معجزة السماء” حيث قدم فوزي لونا فنيا جديدا وغريبا على الوسط الفني تخلي عن استخدام الآلات الموسيقية تماما في أغنية “كلمني ضمني” لأول مرة في مصر وأعتمد فوزي فيها بصوت خلفي للكورال والذي عرف بفن “اكابيلا”، وهو فن استعراضي سمعي يستغني عن مصاحبة الفرقة الموسيقية وآلاتها، ويستعين بدلا منها بالصوت البشري من كل الطبقات ليحقق إنجازا غير مسبوق.

وفائه لحبيبته

خلال عمله بفرقة بديعة مصابني نشأت علاقة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة وتدعى “لولا”، ولأن لوائح الفرقة كانت تمنع قيام أي علاقة حب بين أفراد الفرقة حتى يتأثر عمل بهذه العلاقات، قررت بديعة طرد الراقصة لولا من الفرقة، وعند ذلك رفض فوزي قرار بديعة مضحيا براتب شهري 5 جنيهات وكان كبيرا في ذلك الوقت، وقرر ترك العمل على الفور في فرقة بديعة تضامنا مع حبيبته ومضحيا براتبه الكبير.

تلحينه أغاني للأطفال

يبقي في تراث محمد فوزي انه أول من قدم أغنية للطفل مثل “ماما زمانها جاية”، “ذهب الليل”، “هاتوا الفوانيس يا ولاد” وغيرها، وفي حديث اذاعي نادر معه حكي فوزي كواليس غنائه الطفل حيث قال انه اثناء سفره الي ألمانيا سمع ضحكة طفل في احدي الاغنيات ولذلك اشترى الاسطوانة وقرر ان يلحن اغنية للطفل تضمن هذه الضحكة وعمل اختبار لنحو 100 طفل لكنه لم يجد نفس الضحكة لذلك قرر فوزي تلحين الاغنية وتضمين والضحكة علي الاسطوانة التي اشتراها من المانيا ضمن اغنية ماما زمانها جاية.

تلحينه أغاني فرانكو آراب

كان فوزي سباق في مجال التلحين وكما كان هو اول فنان مصري يقوم بتلحين أغنية للأطفال كان أيضا هو أول ملحن يقدم أغنية فرانكو آراب “ وهي اغنية يا مصطفى يا مصطفى” والتي قام بغنائها برونو موري شقيق الفنانة العالمية داليدا والمطرب بوب عزام في عام 1961، وظهرت الأغنية في فيلم “الحب كده” واشتهرت الأغنية عالميا،وظهرت ى عشرات النسخ منها مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم فوزي أغنية فرانكو أرابةاخري وهي “فطومة أنا قلبي حبك”.

وصيته قبل الوفاة

قبل وفاته وأثناء مرضه النادر قام محمد فوزي بكتابة وصيته والتي جاءت كلامتها مؤثرة جدا ويقول في جزء منها: “إن الموت علينا حق وإذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي”.

وفاته

وفي20 اكتوبر 1966 توفي محمد فوزي أثناء رحلة علاج في مدينة برلين الألمانية، بعد إصابته بمرض نادر هو تليف الغشاء البريتوني الخلفي، ولم يتمكن الأطباء في العالم إلى معرفة كيفية علاجه، فهو خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض، وتسبب هذا المرض في إنخفاض شديد في وزنه ليصل 36 كيلو، وهو مرض “تليف الغشاء البريتونى الخلفى”.

✍️ احمد علي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.