أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

“محمد فوزى..شكوكو..سيد مكاوى”..مسحراتية الزمن الجميل

أعمال فنية ودعت الشاشة فى رمضان..

“اصحى يا نايم… وحّد الدائم” نداء يردده المسحراتى بصوته ليهز سكون الليل، ممسكا بطبلته وهو يجوب الشوارع، وينادي بالأسماء لإيقاظ الكبار قبل الصغار من أجل تناول السحور.. ويعد المسحراتي جزءا من التراث الشعبي المصري، وعلامة مميزة للشهر الكريم كان الجميع ينتظرها ويستمتع بها، ولكنها اختفت بشكل تدريجي، ليفقد البيت المصري واحدة من المظاهر الرمضانية التى كانت تُدخل عليه البهجة والسعادة.

https://youtu.be/szJEVq_Ih2M

واتخذت هذه المهنة بعدا فنيا حيث تسابق الفنانون لتقديم دور المسحراتي لما له من تأثير إيجابي على الشارع المصري، وكان الفنان محمد فوزى أول من قام بآداء دور المسحراتى فى الإذاعة في برنامج غنائي اسمه : “مسحراتي في شارع النجوم”، وقدمها من كلمات بيرم التونسى بالشعر العامى، ولكن لم تحظى حلقاته بالشهرة الكبيرة التى تمتعت بها الأعمال اللاحقة عليها.

وكان اختيار الفنان الذى يقوم بدور المسحراتى مهمة صعبة، وبعد تفكير عميق وطرح الكثير من الأسماء، اتفق القائمون على التليفزيون فى ذلك  الوقت أن يقوم الفنان الشعبى محمود شكوكو بهذا الدور فى عام 1961.

شكوكو2

فلم يكن هناك أنسب من الفنان شكوكو لتقديم شخصية المسحراتي التى أصبغها بالطابع الكوميدي، فأطل على جمهوره طوال 30 حلقة مرتديا جلبابا شعبيا وحزاما من الحرير، وطاقية من الصوف، وحاملا طبلته التى كان ينقر عليها بعد منتصف الليل، مناديا بأشعار كتبها إبراهيم حسنى وسيد أحمد.

وفى حقبة الثمانينات، شهد البرنامج تطويرا على يد الموسيقار الكبير سيد مكاوى الذى يعتبر أشهر من قدم شخصية المسحراتي فى تاريخ الفن، حيث استعان بديوان المسحراتى للعبقري الراحل فؤاد حداد، ليقدم لنا عشرات الحلقات المميزة والعظيمة على مدار عدة سنوات حتى رحيله عام 1997، وحفر طيلة تلك الفترة ذكريات راسخة فى قلوب ووجدان كل من سمعها حتى يومنا هذا.

وقدم فنانون آخرون فى حقبة التسعينيات شخصية المسحراتي، ومن أشهرهم على الحجار، وإيمان البحر درويش، والراحل محمود الجندى.. ومع اختفاء الدور الحقيقي للمسحراتى فى الشارع، وعزوف النجوم عن تقديم هذا الدور، توقف التليفزيون المصري عن إنتاج برنامج المسحراتى، مثلما توقف عن إنتاج المسلسلات التاريخية والدينية والفوازير وغيرها من الأعمال التى كانت تعطى لرمضان صبغة خاصة تميزه عن دونه من شهور العام..ليفقد المشاهد المصري والعربي الكثير من التراث الذى كان التلفزيون يحرص على تقديمه فى هذا الشهر الكريم.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.