مشوار طويل من الفن و العطاء قدمته سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة” في ذكرى وفاتها الرابعة تعرف عليه
كتبت /دعاء سنبل
الفتاة الجميلة والرقيقة ، نجمة من أبرز نجمات الزمن الجميل والفن الأصيل ، عملت بالفن منذ نعومة أظافرها عشقت السينما وقدمت لها الكثير من الأعمال الراقية ، هي سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة ” ، ولدت في 11 أبريل 1931م ، في مدينة المنصورة ، وكان أبيها يعمل مدرساً في وزارة المعارف، بينما كانت والدتها “زينب هانم توفيق “ربة منزل، ومنذ طفولتها وهي موضع إعجاب والدها، وكان يراها ابنة مختلفة يتمنى لها مستقبل متميز ومختلف عن بقية إخوتها.
وهي في السادسة من عمرها، زارت المنتجة الكبيرة آسيا داغر “سينما عدن” بالمنصورة، بمناسبة عرض فيلم بنت الباشا المدير التي تلعب بطولته، وكانت فاتن هناك مع والدها لتشاهد الفيلم ، وطلبت فاتن من والدها أنها تريد أن تعمل ممثلة .
بعد فترة قرأ والدها عن مسابقة لاختيار أجمل طفلة، فاستدعى مصورا محترفا من أقربائه ليصور ابنته، ونشرت مجلة “المصور” صورتها بزي ملائكة الرحمة على غلافها، وكان أن قرأ والد فاتن أن المخرج محمد كريم يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع محمد عبدالوهاب في فيلم “يوم سعيد” عام 1940 فأرسل صورها التي أعجبت المخرج وطلب منها أن تلقي نشيداً، فألقت عشرة أناشيد، فاحتضنها بشدة ، وقام بتغيير السيناريو ليعطي لها مساحة أكبر لدور الطفلة التي شاركت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب البطولة.
“فاتن حمامة” ألتحقت بمدرسة الأميرة فوقية الثانوية بالجيزة ، وفي نفس الوقت بالدراسة في المعهد العالي لفن التمثيل العربي، ضمن دفعته الأولى عام 1946م ، التي ضمت نعيمة وصفي وفريد شوقي وحمدي غيث وشكري سرحان وغيرهم ، وكانت “فاتن ” أصغرهم سناً، وأهتم بها ” زكي طليمات “عميد المعهد وقتها اهتماماً خاصاً، واعجبت “يوسف وهبي” واكتشف موهبتها بخبرته، فجعلها تمثل دور ابنته في فيلم “ملاك الرحمة” عام 1946، وبدورها الكبير في هذا الفيلم خطفت الكاميرا والأنظار إليها ، رغم أن عمرها وقتها كان 15 عام فقط ،وبدأت إنطلاقتها من هنا ، وبدأ اهتمام المخرجين والنقاد بها.
التقت ب”عز الدين ذو الفقار” عندما كانت تتردد مع والدها على “بيت الفن”، النادي الذي أنشأه الفنانون ليجتمعوا فيه، وكان” عز الدين ذو الفقار” من بين المترددين على النادي، وقامت بينه وبين والد فاتن صداقة قوية، وكان يستعد لإخراج فيلم “أبو زيد الهلالي” لحساب المطرب محمد أمين، وكان من المتفق عليه بين منتج الفيلم وبين مخرجه أن تقوم “إلهام حسين” بدور البطولة، وفشلت الشركة في الاتفاق معها، فبدأت الشركة تبحث عمن تصلح للقيام بالدور، وتم إسناده ل”فاتن حمامة “، وكان الفيلم نقلة كبيرة في حياتها الفنية ، وبعد نجاحه توالت عليها الترشيحات لأدوار بطولة مختلفة ، ولمع اسمها أكثر، وأصبحت نجمة من نجمات الصف الأول.
بعدها بفترة تقدم لخطبتها “عز الدين ذو الفقار” فوافق والدها شرط تأجيل الزواج إلى ما بعد انتهائها من الدراسة الثانوية ، وظل يتردد عليهم في المنزل، خاصة بعد أن اتفق مع والدها على تكوين شركة سينمائية كبيرة، وبالفعل قدما سوياً فيلم “خلود”، وخلال تصويره اقتربا أكثر، واتفقا على اختصار الطريق بالزواج فوراً، وضحت بدراستها لكي تتفرغ للفن والحياة الزوجية، وأشرفت بنفسها على تأثيث شقتهما الجديدة، ورزقا بابنتهما نادية.
عاشت مع عز الدين ذو الفقار فترة مزدهرة من حياتها، نضجت فيها فنياً، ولم يعارض رغبتها في تأسيس شركة إنتاج، وتولي بنفسه إخراج “موعد مع الحياة” أول فيلم أنتجه لحسابها.
ترجع قصة لقائها بعمر الشريف الذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين “صراع في الوادي”، وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف، حيث كان الشريف زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية.
كان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب، فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وبين زوجها عز الدين ذو الفقار لخلافات شديدة بينهما بسبب الغيرة، وكانت فاتن قد اشتهرت برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلات، ولكن سيناريو فيلم “صراع في الوادي” كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة، وبعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها، واستمر زواجهما إلى عام 1974وأنجبا ابنهما الوحيد طارق ، والذي استمر زواجها منه حتى عام 1974م، وثم تزوجت من آخر أزواجها الطبيب محمد عبد الوهاب، والذي عاشت معه حياة مستقرة هادئة، ودام زواجهما إلى أن توفيت إلى رحمة الله في عام 2015م.