معاملة أهل الكتاب وتهنئتهم بأعيادهم فى الشريعة الإسلامية

معاملة أهل الكتاب وتهنئتهم بأعيادهم فى الشريعة الإسلامية

بقلم الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشريف

الشريعة الإسلامية السمحة تحث على حسن معاملة الناس عمومًا وأهل الكتاب خصوصًا خاصة إذا كانوا مسالمين لنا ولا يظهرون للمسلمين العداء والحرب وبينت الشريعة أن معاملتهم إنما تكون بالعدل والإحسان إليهم وعدم الإساءة لهم فقد قال الله عز وجل ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) سورة الممتحنة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه أبو داود

تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم

 ومن صور هذه المعاملة جواز زيارتهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم كما لا حرج في الأكل من طعامهم إذا اجتنبت الخمر والخنزير لقوله تعالى ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) سورةالمائدة وكذلك يجوز التعامل معهم بالبيع والشراء وغيرها من وجوه المعاملات الشرعية

جواز معاملة اهل الكتاب

جاء في صحيح البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير )

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا في الإحسان إلى اليهود المسالمين الذين عاشوا في المدينة المنورة والسنة النبوية مليئة بالأحاديث الدالة على ذلك فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم دعوة المرأة اليهودية إلى طعامها وعاد الغلام اليهودي المريض واستقبل وفد نصارى نجران في مسجده وأكرمهم فيه

معاملة الصحابة لأهل الكتاب

واستمر هذا الحال في الخلافة الراشدة أيضا وخير شاهد على ذلك الوثيقة التي أعطاها سيدنا عمر بن الخطاب للنصارى فى بيت المقدس والتي سميت بـ ( بالعهدة العمرية ) فقد أمنهم فيها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وغيرها من حقوقهم وحرياتهم

كاتب المقال الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشريف