أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

من المتسبب في وجود أجيال تائهة؟؟؟

من المتسبب في وجود أجيال تائهة؟؟؟

 

بقلم د.هيام عزمي النجار

عندما تتحدث إلى الشباب تجدهم يقولوا لك عبارة غريبة المعني وهي زمانكم زمن الفن الجميل والأخلاق والقيم، أما زماننا فهو زمن الضياع.

وقفة وفكر:
أيها الشباب قف وتفكر ولو لدقائق، ولا تقل ولا تصف الزمن بالضياع أو القبح أو أي صفة سلبية.

الزمن:
ان الزمن بطيئ جداً لمن ينتظر، وسريع جداً لمن يخشى، وقصير جداً لمن يحتفل، وطويل جداً لمن يتألم، ولكنه الأبدية لمن يُحب، فهل تُحب؟
والحب هنا من نوع خاص جداً ونقي – وهو الحب في الله ولله – لأنك وقتها تُسلم وتُفوض الأمر كله لله، فما بالك أن تكون في أيدي الرحمن، فهو الذي خلقك وهو الذي يتملكك، وهو الذي يتدبر ويُدبر أمورك، فسبحان الخالق الذي لديه الرحمة والمغفرة الواسعة والعفو والتخطيط والتدبير لكل أمور حياتك – له وحده لا شريك له، ويقول لنا المولى عز وجل، لا تلعنوا الزمن فأنا الزمن.

رسالة وتعجب:
يا شباب وأجيال المستقبل – لماذا تنظروا إلى الزمن وتلوموا عليه كل هذا اللوم، فالعيب فينا نحن، وفي طريقة إدراكنا وتفكيرنا لأمور حياتنا – وليس العيب في زماننا.
مزايا:
لقد وجدت في عصركم ووقتكم ما لم نجده من قبل سواء كان في تكنولوجيا المعلومات، أو من الوسائل العلمية الحديثة، والمعلومات الرائعة المتواجدة على الإنترنت، ومن القنوات الفضائية ذات المعلومات الهادفة إسلامية وثقافية وإجتماعية.. الخ، وما إلى ذلك من معلومات كثيرة تُفيد البشر جميعاً بكل الفئات، بالإضافة إلى تواجد قنوات الراديو والوسائل الترفيهية مثل الموبيل وذاكرته التي تستطيع أن تستغلها عن طريق تحميل كل المعلومات عليها التي تُفيدك لتسمعها، وتستغل وقتك وأنت تسير في الطريق بدلاً من إنتظار وسائل المواصلات أو تستغل وقتك عند الإنتظار في عيادات الطبيب لتقوي ذاكرتك السمعية وقوة إنصاتك، يالها من وسائل تكنولوجية رائعة توجد لديك ولكنك لم تشعر بقيمتها.
أتعرف لماذا؟ لأن إدراكك للأمور ما زال محدود وضيق للغاية، دائماً تنظر وتقول هنأخذ ماذا؟ بدون أن تُفكر ماذا تُعطي لكي تأخذ؟

قانون العودة:
لقد خلق الله فينا قانون من قوانين العقل الباطن يُسمى قانون العودة ومضمونه هو ما ترسله للعالم يعود عليك من نفس النوع لأنك مصدره الأصلي، أيها الشباب لاحظوا ما الذي أعطيتموه لكل تأخذوه.

الشباب بين الهجرة والانتحار:
ووجدت أيضاً من خلال خبرة حياتي وتعاملاتي مع الكثير من الشباب – أولاد وبنات – أن كثيراً منهم يُفكروا في الهجرة، وتعجبت وتساءلت لماذا يصلون لهذه المرحلة من الفكر؟ وما الذي يجعلكم تتركون بلدكم ووطنكم وإنتماءكم وحياتكم لتعيشوا في بلد أخرى تكونوا مجرد ضيوف عليها بصفة مؤقتة؟ فلتعلموا يا شباب المستقبل أنه إن لم تنجحوا داخلياً بنفوسكم لم تنجحوا خارجياً أبداً، أي إن لم تنجحوا ببلدكم لن تنجحوا بأي دولة أخرى مهما توافرت لديكم الإمكانيات، فقدراتكم الربانية التي وهبكم الله إياها، وإمكانياتكم الشخصية أو المهنية أو المادية أياً كانت، ومرونتكم في التعامل، وصبركم، وقوة تحملكم، وإدراككم للأمور، وإلتزامكم وإصراركم وإستمراريتكم نحو تحقيق أهدافكم، هي التي تجعلكم تنجحون، وليس وجودكم في البلد الآخر، وإنكم لتتحدثون الآن بداخلكم عند قراءتكم لهذا الكلام، وتقولون هذا كلام غير صحيح لأنه يوجد فلان وفلان نجح خارجياً.

نصيحة:
وأنني لأقول وأؤكد لكم – يا أجيال الأمل والمستقبل -إن الإستثناء ليس هو القاعدة، وشاهدوا معي ولاحظوا أن الذي خرج من مصر لينجح خارجياً رجع إلى هذا البلد الآمنة والمحفوظة بأمر الله – وإسألوا أنفسكم جيداً لماذا بعد كل هذا النجاح الذي وصلوا إليه رجعوا إلى بلدهم مصر؟؟؟ ولكم بالطبع حرية الإجابة والرد

.

الانتحار والياس:
ووجدت أيضاً في خلال رحلة حياتي شباب ( أولاد وبنات) يريدون الإنتحار والتخلص من حياتهم للأبد وهم في أزهى أعمارهم، ووجدت أيضاً منهم المهموم والحزين دائماً، والذي ينعي حظه في الدنيا بالرغم من توافر الإمكانيات حوله، أتعرفون ما هو سبب الهم والحزن؟ لأنكم فقدتم الرضا عن الله، وعن أنفسكم، وعن قدركم المحتوم، وبالتالي فقدتم الرضا عن أي شيئ يحدث لكم، وزادت مقارنتكم بالنظر إلى ما يملكه الآخرون، ونسيتوا تماماً ما تملكوه، وعندما تبدأ المقارنات يقل الرضا عن الحياة.

 

رسائل تنبيه :
فرسالتي إليكم يا أجيال المستقبل – إنظروا دائماً إلى ما هو أقل منكم في المال لتحمدوا الله على كل ما أعطاكم، وإنظروا إلى الأعلى منكم ديناً وأخلاقاً لتصلوا إلى مستواه الديني، وليكون مبدأنا في الحياة دائماً وأبداً الحمد لله في السراء والضراء، لقد خلق الله الإنسان في كبد لحكمة إلهية من عنده، ولتسألوا أنفسكم ماذا لو كنتم تعيشوا حياة بدون بعض الهموم أو الأحزان أو الخوف؟ فهل وقتها تشعرون بقيمة كل ما يحدث لكم؟ ولتعلموا أنه لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى.
فأنت تشعر بقيمة الفرح عندما تمر بأوقات فيها بعض الحزن، وتشعر بقيمة الإطمئنان عندما تمربأوقات فيها بعض الخوف والقلق، وتشعر بقيمة سد الإشباع الجسماني عندما تمر بأوقات فيها بعض الجوع، فأنت كإنسان أفضل مخلوق عند الله سبحانه وتعالى، ورحمك الله بالكثير من نعمه فأنت لا تستطيع تحمل كل الخوف وكل الجوع لذلك قدر الله لك بجزء منهما فقط، كما قال الله في كتابه العزيز- بسم الله الرحمن الرحيم ” – وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين – صدق الله العظيم.َ

عيشوا كل لحظة في حياتكم كأنها اخر لحظة:
فلننتبه يا شباب وأجيال المستقبل لابد أن تعيشوا حاضركم لحظة بلحظة مستمتعين بها لأنها من الممكن أن تكون آخر لحظة تعيشونها، فماذا لو سألك الله عن آخر لحظة بحياتك – ماذا يكون ردك على الله عز وجل ؟ سوف تقول له أنا كنت مهموم يارب أو حزين أو أنعي حظي.

نعم الله عليك:
لقد أعطاك الله نعم لا حصر لها، وسخر لك ما في الطبيعة وفيما ماوراء الطبيعة، وأعطاك نفس سامية تتنفس الحياة شهيق وزفير، وأعطاك روح طاهرة،وقلب مؤمن بذكره، وأعطاك من حيث لا تدري، وأعطاك عقل بشري لو تجمعت أجهزة بحجم الأرض لا تساوي مقدرته الجبارة على المنطق والتحليل وتفهم الأمور وإستيعابها وإكتشافها، ولا ننسى أبداً أن الله سوف يُحاسبنا جميعاً على أعمارنا وشبابنا ماذا فعلنا بهما؟

رسائل دينية:
وأكد ذلك في الأحاديث النبوية – عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – لا تزولا قدما عبد حتى يُسئل عن أربع خصال – عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا فعل به؟ وهنا تنبيه عظيم عن العمر بصفة عامة وعن الشباب بصفة خاصة لما تتميز هذه المرحلة بالحيوية والنشاط الدائم المستمر، أيها الأجيال إسألوا أنفسكم ماذا تفعلون بأوقاتكم، هل تضيعونها أم تستثمرونها؟
فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وإسألوا أنفسكم هل لديكم أهداف وأعمال تسعون إلى تحقيقها أم لا؟

أهمية الوقت والهدف:
ولابد من تحديد وقت التنفيذ لكل هدف على حدة، والإحساس بقيمة ما أنجزتموه والرضا عن النفس والإستمتاع بالإنجازات مع الصبر وقوة التحمل وجهاد النفس.

استيقظوا من غفلتكم:
فلنستيقظ أيها الأجيال ونعيش حاضرنا بحب الله عز وجل لنجعل المستقبل رؤية من الأمل، ولا تنسوا أبداً أن الحياة قصيرة وأنتم تعيشونها بكل الأحوال مرة واحدة وليس بروفة، فالأولى أن تعيشوا حياتكم دائماً بإبتسامة وحب وسعادة بأمر الله، وإحذروا فالوقت هو الحياة.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.