مَـفاسـِد الكـذِب.

_قال تعالى: { ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين } [آل عمران: ٦١]. عن حديث عبدالله ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: يقول صل الله عليه وسلم: {عليكم بالصدق، فإنَّ الصدق يهدي إلى البر وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة وما يزال الرجلُ يصدق ويتحرى الصدقَ حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا وإياكم والكذبَ فإنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار و ما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا}. أخرجه البخاري ومسلم من المعروف عن الكذب أنه من العادات الإجتماعية الذميمة التي إنتشرت في مجتمعاتنا وتعريف الكذب بأنه قول أو كلام يخالف الحقيقة والكذب ليس له أنواع كما يدعي بعض الناس فيقولون هذا كذب أبيض وهذا أسود، فالكذب هو الكذب الذي لا تبرره أي أعراف أو شرائع سماوية ولا يجوز إلا في حدود ضيقة جدًا. فـلماذا يكذب الإنسان؟ يكذب الإنسان لظنه أن الكذب هو وسيلة النجاة والخروج من المآزق، فكثيرًا من الناس يظن أن الكذب ينجيه من المواقف الصعبةو المحرجة التي يتعرض لها ولكن هذا ليس صحيح فـالكذب قد يجعل المشكلة تتفاقم ويزيدها تعقيدًا وخاصة أذا اكتشف كذبه. والأصل أن يصدق الإنسان في مواقفه كلها بدون أن يلجأ لـلكذب لأن الصدق مُنجي  لصاحبة وإن ظن في ظاهر الأمر أنه سيوقعه في المشاكل أو لا يتمكن بسببه من الخروج من المواقف الصعبة. فـالغيبة والنميمة هي من آفات اللسان ومن السلوكيات الإجتماعية الذميمة و المرفوضة عرفًا وشرعًا. وكثيرًا من الناس يعتبر الكذب نوعًا من أنواع المهارة في القدرة على التصرف بـذكاء للخروج من المشاكل والمواقف الصعبة وتجنبها ومما يُدمي القلب أن يشار إلى الكاذب في مجتمعاتنا أحيانًا بالبنان على أنه حدق و ذكي اجتماعيًا لـممارسته الكذب في حياته وعلاقاته والأصل أن تبقى تلك السلوكيات خاطئة مُجرمة في المجتمع. وللأسف فـهناك عدد من الناس ينظر إلى من يكذب بهدف الإقتداء به وخاصة إذا وجد أن له حضورًا وتأثيرًا في مجتمعه والأصل هو تقليد الناس الصالحين فقط الذين يـلتزمون  بالأخلاقيات في كلامهم وسلوكهم وحياتهم. نحن نعلم أن الشريعة الإسلامية قد رخصت للإنسان أن يكذب في مواقف معينة منها عندما يسعى للإصلاح بين الناس، أو بين الزوجين أو في حالة الحرب والأصل أن يلتزم الإنسان بتلك المواقف وأن لا يتعداها إلى غيرها أو يتوسع فيها ويتخذها عادة فـنجد الإنسان الكاذب مريض القلب، لأن الكذب نقيض الصدق والصدق يهدي إلى البر، والإنسان الكاذب يحيا في الآلام النفسية والعصبية بما تصوره له نفسه ونجد أيضًا أن الكاذب قليل الرزق لأن الكذب ينقص الرزق، ويُمحق البركة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: {برُّ الوالدين يزيد في العمر والكذب ينقص الرزق والدعاء يرد القضاء}. * وللكذب وجوه أخرى نذكر منها: أنه يعطيك مكانه في قلوب الناس تجعلهم يتمنوا أن يصبحوا مثلك، أيضًا هو مخرج لك من مشاكلك الدنيوية ولكن من جهة أخرى أنت تساعد على نشر الكذب والفساد في الأرض لأن الكذب سبب لغضب الله و نقص في الرزق والبركة وأيضًا سبب للطرد من رحمة الله وأن تكتب عند الله كذابًا.