أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

نقطة . ومن أول السطر…… إنطلق وكُن مُبادر

كتبت
فاتن نصر
====
نستيقظ كل يوم وفي عقولنا مليون فكرة ….
منها بالتأكيد فكرة قابلة للتنفيذ
ولكن … هل ننفذ؟؟؟؟
في الغالب لا

اعتدنا على الخمول
وعلى الحُلم
دون أن نحول الحُلم لحقيقة

هناك فارق كبير في رأيي بين جَلد الذات …وبين محاولة إيقاظ النفس
وكذلك الفارق الأكبر بين بث الإحباط … وبين استنهاض الهمم
علينا أن ندقق في المفاهيم لنتمكن من إعادة بناء أنفسنا

كلنا يرى مواطن الخطأ في تقديره الخاص
ولايسعى ليتكامل مع الآخرين ويستوعب كل وجهات النظر لوضع اليد على الخطأ الحقيقي من وجهة النظر الأشمل وحتى لو تناقش فهو يرى الكل مخطيء ولايفترض حتى مجرد أن رايه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب .. فقد تكون الرؤية من وجهة نظر للخطأ … خطأ
حيث أني أنظر للصورة بمقاييسي ومُعطياتي أنا
لذلك قد يكون الخطأ من وجهة نظري …صح وليس خطأ … توافقا مع المُعطيات التي تتطلبها المصلحة العامة والرؤية الأشمل …. ومن هنا علي أن أتقبل المناقشة والتعرف على الرؤى الأخرى في الأمر
فإن ثبت من خلال جميع الظروف أنه خطأ فيجب أن نسعى جميعا لتغييره ووضع الحلول لذلك …وإنجاز ذلك بسرعة ومبادرة دون انتظار من يبدأ فليبدأ كل منا بنفسه

نعود هنا لفكرة أننا نستيقظ بأفكار كثيرة وقوية وتذوب ولايتحقق منها شيء
لو تبادلنا جميعا الأفكار وسعينا لبلورة لها بشكل علمي وعملي متكامل وبادرنا بالتنفيذ بالتأكيد ستتحقق إنجازات عظيمة
ولكن أن تظل الفكرة مجرد خاطر يذبل ويموت ولايشعر به أحد …ويصيب صاحب الفكرة بإحباط
ففي الغالب يرى نفسه مفكر رائع في زمن لايُقدِّر قيمته ويظل هذا الإحساس يتزايد لينتج لدينا إنسان مُحبط خاضع لما تسوقه إليه الظروف دون ابتكار أو إبداع

الفكرة هنا ليست على المستوى العام فقط …وإنما على مستوى عمل الإنسان أو دراسته … أو حتى أسرته
تنقصنا المبادرة والهِمة
وللأسف عدُوُنا ينفذ بمجرد أن يفكر لذلك فهو يسبقنا
ليس عيبا أن نتعلم من العدو حتى مادام هذا سيكون للفائدة
والأمثلة كثيرة
نسمع مثلا
سنقوم بعمل كذا …وسنرسل فلان إلى المكان الفلاني ليقوم بمباحثات بشأن كذا …وسيكون الناتج كذا وكذا وكذا
ونظل نحلم وننتظر
ثم ننسى
ولايتحقق أي كذا من كل كذا
ولو استرجع كل منا مع نفسه ماسمعه من وعود في حياته وأحصاها لوجد أنها لو تحققت لكان فينا مليون بيل جيتش مثلا
والحل ياسادة؟؟؟؟؟

الحل في يد كل واحد منا
إبدأ بنفسك
في أسرتك…. في بيتك… في عملك…. في شارعك ….. في بلدك
إبدأ ونفذ الصح
وسيتكفل الفعل الجيد بنفسه وينتشر
ويكون لك السَبق
حتى لو لم يشر أحد بأن لك الفضل في البدء … فهو عند الله مكتوب وهو الأهم

ولنا من قصص القرآن العظة والعبرة لنتعلم منها
ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لنتأسى …. فهو لم يكن أبدا متقاعسا …وإنما مبادِرا ..,ساعيا دؤوبا
ولنأخذ مثلا لذلك حادث الطائف …. فقد ذهب الحبيب إليها بحُلم أن يسانده أهلها ويدعموه …ولم يتحقق هدف الزيارة بل تحقق مايجعل اي إنسان عادي يُصاب بمنتهى الإحباط
ولكن تعلمنا منها درسا علينا التأسي به ….. ليهدي بك الله مؤمنا خير لك من الدنيا وما فيها …. فقد تُحقق فيها هدفا واحدا برغم أنه ليس الهدف الرئيسي الذي تمت من أجله الرحلة
وآمن نفر من الجن …وآمن عدَّاس …ولم يرض الحبيب المصطفى بأن يُعاقَب أهل الطائف بما فعلوا لعل الله أن يخرج من بينهم قوما مؤمنين

درس لكل منا أن يثابر ولاييأس حتى لو لم يتحقق الهدف فقد أصبت خطوة على الطريق
ولحديثنا بقية
ونقطة جديدة
لنبدأ من أول السطر
==========
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.