أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

هرمون الحب وعلاقته بالصحة النفسية2

هرمون الحب وعلاقته بالصحة النفسية2

بقلم: د. رحاب أبو العزم✍️

* أسباب الوقوع في الحب:

تحدثتُ في مقالي السابق عن ماهية الحب، وكيفية مشاركته لهرمونات السعادة ليشعر الزوجين بالاستقرار الحياتي والعاطفي والنفسي بينهما، ومن ثَم شعورهما بالنشوة أثناء الجِماع. اليوم أستكمل الحديث عن ذلك الحب الذي يقفز بالقلب إلى السماء بهجة وفرحة بلقاء المحبوب لأبين معظم أسبابه:

“التوافق”، بقدر كبير في الآراء والأفكار والفكر، فالتوافق لا يتعلق بانجذاب جسدي فقط بل كثير ممن ينجذبون جسديًا تفشل الحياة الزوجية بينهما بسبب اختلاف جذري بين معتقداتهما وأفكارهما، ولا يعني ذلك وجوب التطابق الحرفي بين الزوجين فهذا درب من المستحيل.

“وجود رابطة بين الطرفين”، رابطة زمالة “عمل أو دراسة” أو رابطة أسرية “قرابة أو نسب أو صداقة أسرية”، فأغلب البشر يقدمون بقلوبهم على الحب حينما يشعرون بالراحة والطمأنينة والأمان، وهذا غالبًا يتأتى مع أناس لنا معهم معرفة سابقة.

“وجود هدف أو هواية أو اهتمام مشترك بين الطرفين”، وهذا كثيرًا ما يسبب اندفاع القلب إلى حب الطرف الآخر، حيث يعزز ذلك التشابه مشاعر الحب تجاهه. وأيضًا التشابه مع شخصية أو شكل عزيز غال كالأب أو الأم مما يجعل القلب ينجذب إلى من يشابه والده أو والدته.

ومن أهم أسباب الوقوع في حب الطرف الآخر هو “روحه المرحة الجذابة”، حيث إن طبيعة غالب البشر تتجه إلى حب الابتسامة وحب من يرسمها على الوجوه، وتتجه الطبيعة الإنسانية إلى الشخصية المرحة التي تمتلك روح الفكاهة والدعابة لتعلو الضحكات معها وتثمر الحياة بسعادة وبهجة، وما يديم عملية الانجذاب ما يجمعه الطرف الآخر بين روح الفكاهة والثقافة وحسن التفكير بحيث لا تضيع الفكاهة هيبته واحترامه.

وقد ينجذب القلب بمشاعره تجاه الطرف الآخر بسبب “التلقائية والعفوية وعدم التكلف والبعد عن التصنع”، حيث إظهار الشخصة بطبيعتها بصدق يهيئها أن تكون محط إعجاب القلوب بها، ولا أعني بالشخصية الصادقة فتح كل أبوابها، ولا أعني سماحها بقراءة جميع أوراقها، حيث وجود جزء غامض يزيدها انجذابًا، هذا الجزء لا تظهر ملامحه إلا مع الزوج “الزوجة” فهو الوحيد الذي حظي بميزة كشف الجزء الغامض.

قد يدق القلب قوة أمام “الشخص الداعم المشجع الدافع للأمام” الذي يجتهد ليحقق الطرف الآخر آماله، فمن جبلة البشر حب من يدعمها ويعينها ويشجعها لتحقق الأمان والأهداف.

* الحب بلا سبب:

سألني البعض أنه مهما تعددت الأسباب لوقوع القلب في الحب فهل وارد حصول الحب بلا سبب؟ نعم بالطبع فليس لنا على القلب سلطان، يقع القلب في الحب بلا سبب، وبلا مقدمات. قد يجد الشخص عقله يفكر في شخص ما كثيرًا، وقد يرى نفسه سعيدًا لملاقاته بلا سبب واضح، وقد يجد نفسه يشتاق لرؤيته فجأة دون التفكير في إيجابياته وسلبياته، وقد يكون مجرد إعجاب فقط لا يتطرق إلى أخذ قرار الزواج، وقد يثمر الإعجاب شجرة الحب التي يسقيها عقد النكاح، وقد تزداد معرفة الطرفين فيتوقف الإعجاب عن النمو ويرى -بقدر من التفكير العقلي المنطقي- بُعد المسافة الشخصية والفكرية بينهما فيتوقف الحب المفاجئ عند يوم منبته فقط.

ولنا لقاء ثالث لبيان مراحل وعلامات الوقوع في الحب فانتظرونا….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.