أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

هوشع الذي أحب محبة غير مشروطة

هوشع الذي أحب محبة غير مشروطة

بقلم: مريم ميخائيل

هوشع الذي أحب محبة غير مشروطة
الكاتبة مريم ميخائيل

الحب الغير مشروط

كلانا يبحث عن الحب غير المشروط، كلًّا منا يعيش حياته

يبحث عن الحب الحقيقي ويقول أنّ المحظوظين فقط هم من

يجدونه…

كهوشع النبيِّ الذي أحب محبة غير مشروطة لا بقيود المجتمع

ولا بدناءته ناظرًا إلى حب جديد لا يصل له إلا ذوات القلوب

الجميلة والصادقة القريبة من صدق وحب الله لخليقته.

ولكن هوشع أثبت أننا دائمًا يوجد أمامنا الحب الذي نريده

ولكننا نرفضه ناظرين من حولنا أي من العلاقات والمشاعر

التي نريد تقليدها برغم أنها مزيفة وغير حقيقية كعادتنا

ومرجعيتنا لهذا العالم الوهمي “السوشيال ميديا” فهي

كالأصنام التي صنعناها ونصرناها وصرنا نعبدها كما فعلت

جومر في القدم.

الله بحبه أوضح لنا أنه هو الذي يبحث عنا ونحن دائمًا نبحث

عن ما نراه ولا نعلم أنه السم القاتل الموضوع في العسل.

هوشع وجومر

متى يأتي الحب الحقيقي؟

إن الحب الحقيقي هو الذي يأتي عندما تعرف نفسك جيِّدًا أو

تعرف ما هو الحب لأن الحب ليس سهلًا لأنه يُدمج بالتضحية

والبذل وإنكار الذات ووضع الحبيب مكان نفسك لأنه توجد

وصية عظيمة تقول “أحب قريبك كنفسك” (متى 19:19).

والقريب هنا هو الحبيب هوشع في قصة جومر الذي فضلها

عن نفسه سامعًا كلام الله الذي وضع بداخله هذا الشعور

ليجذب به جومر من هذا الحب المميت المغروز فيها لأنها

المزيد من المشاركات

سر الرضا بالقضاء والقدر: فن التسليم واليقين بالمكافأة…

الشهوة القاتلة التي تراها من وجهة نظرها أنها الحياة ولا تعلم

أنها الموت من الناحية الأخرى بذاته وفي ذاته.

حب هوشع أنقذ جومر

فحب هوشع أنقذ جومر وحب الله الموضوع في قلوبنا هو

الذي يميزنا ويجعلنا نجده ونلامسه ونذوق الحب الحقيقي،

فالحب الغير المشروط نلامسه عندما نمارسه…نعيشه عندما

نعيش فيه.

هوشع الذي أحب محبة غير مشروطة
النبي هوشع وزوجته جومر

من يقبل أن يحب ويتزوج من امرأة زانية؟

من يقبل أن يتزوج بامرأة زانية فنحن نعلم أن اختلاف نظرة

الإنسان للإنسان مبنية على العقاب حين يخطئ ووضع مقصلة

الخطيئة على رقاب البشر وخصوصًا إذا كانت من النساء،

ولكن الغريب والعجيب والنادر في قصة النبي هوشع وزوجته

جومر أنه قبل بها وهي في أعماق بئر الخطية، لم يعيره الأمر

بأن جومر زانية بل كان يراها إنسانة تصيب وتخطئ، يرى

جوهرها الداخلي يعلم أنه أنقى من بشر كثيرين، ولكنه أحبها

وبرغم ما فعلته معه وتركها له واستمرارها في الخطية لم

يتركها ولم يقل في نفسه (الثأر ولا العار) كما هو حال

مجتماعاتنا العربية التي تعلق المشانق لكل زانٍ أو ضال ضلّ

لطريقه الصحيح.

بل وظل يبحث عنها وعندما عثر عليها وجدتها عبدة أسيرة

لدى رجلٍ آخر دفع ثمن حريتها وقدم لها محبة من أعظم

قصص الحب في التاريخ كله والأهم من ذلك أن جومر تابت

عن ما كانت تفعله وصارت قديسة في رحاب رجل حقيقي بين

حب الله  الغير المشروط  برسالة نبيَّ عظيم.

https://www.elmshaher.com/

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.