وداعاً ٢٠٢٠عام التهذيب والتأديب والإصلاح
وداعاً ٢٠٢٠عام التهذيب والتأديب والإصلاح
كتبت زينب النجار
أوشك عام ٢٠٢٠ على الرحيل
وسيظل لنا جميعاَ عاماَ أستثنائي بأيامه وأفراحه وألمه…
فقد تعلمنا دروس وعبر هذه العام . كان عام تربية وتهذيب وإصلاح ضمير، قولنا فيه البقاء لله أكثر ما قولنا الف مبروك.
وكأن عام ٢٠٢٠ فصل دراسي كبير شمل من صنوف العلم الكثير والبشرية كلها كانوا هم تلاميذ الفصل، دون نظر إلى جنس أو لون أو أصل ، فالمنهج الدراسي واحد ومقرر أن تعلمه على كل واحد، فماذا كانت الدروس؟
عام المفاجئات
عام كان كل يوم يمر فيها ونحن بخير نعتبره هدية جديدة لنا من الله…
عام أدركنا فيه تماماً قيمة العلم والعلماء والمعلم ، وفائدتهم للعالم، وأن دولة بلا علماء وعلم هي دولة مهزوزة.
عام أصبح فيها تقدير وتقييم جديد لمفهوم الموجود وحسن استغلاله والتصرف به اقتصاديا بالشكل والأسلوب الأفضل والأمثل، وبالتالي تمت إعادة اكتشاف مفهوم الإدارة الشخصية وهذا في حد ذاته تحول هائل، لو تغير من حال مؤقت إلى أسلوب حياة سيشكل تحولا جذريا قد يساهم بشكل جدي في التخفيف الكبير من الهدر والتبذير الذي نعيش فيه.
عام أثبتت لنا أن الإستثمار في العلوم والقطاع الصحي هي أهم أنواع التجارة مع الله، لأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.
عام أظهرلنا ضعفنا ولكنه أظهر لنا الضعف الذي يولد القوة الكامنة لمواجهة أصعب التحديات.
عام تعلمنا فيه أننا قد نخطط ،
ولكن الله وحده من يقرر
عام علمنا أن الله موجود وأن قدرته ليس لها حدود، وأنه إن أمهل عباده بعض الوقت فلن يكون ذلك طوال الوقت، وأنهم إن تقاعسوا عن أداء ما افترضه عليهم ولو في حدود فآن غضبه غير محدود.
ماذا علمتنا 2020؟
علمتنا ٢٠٢٠ أن البشر تافهين فاشلين أمام قدرة الله سبحانه وتعالى.
وبسبب كل ما مر علينا هذا العام من خسائر، تغير منظورنا للحياة، بطرق لم تخطر لنا على بال.
فأصبح الخروج من البيت نعمة والذهاب إلى العمل نعمة وزيارة الأقارب نعمة والذهاب إلى المسجد نعمة والأحتفال بالأعياد والمناسبات من أجمل النعم.
علمتنا أننا مكابرين ولا نملك الكثير من الحكمة ومازلنا لا نعرف الكثير عن ما يحيط بنا وأن الطبيعه مازالت هي القوة المسيطره تماما والوحيدة .
فقد مر علينا هذا العام الفيروس الضئيل کشفنا واظهر نقاط ضعفنا وهشاشتنا و عيوبنا قبل محاسننا . وأن مواجعنا الإنسانية والأهية والأخلاقية محتاجة الي مراجعه وتنقية وتجديد . لأننا اكتشافنا أننا نملك عدوانيه وكره وعنصريه لبعضنا.
مشعوذين الطب
وأكتشفنا أن الاف من المشعوذين في الطب مازالو بيننا ومازلنا نسمع لهم ونصدق فتاويهم الغير علمية مما يدل علي جهلنا وتخلفنا و تخبطنا . تناسينا ان هذا الوباء سيعالح اجلا او لاحقا
أيقنا أن سقوط اقتصادنا يدل على أنانيتنا وجشعنا وانقسامنا وعدم استعدادنا . خدعونا وقال ان العالم فريق واحد ونسوا يقولوا ماعدا في أوقات المحن فقد تعلمنا درس رائع في ٢٠٢٠
و ادركنا أن مازال الطريق طويل أمامنا لخلق عالم افضل متحضر وانساني ، فما حدث ماهو الا مجرد تجربة من الله ليختبرا إيماننا..
والأن ندخل إلى عام ٢٠٢١ ونحن نتحسس خطواتنا بحذر، منهكين وخائفين، ولكننا متفائلون.
فعام ٢٠٢٠علمنا ويجب أن نحفظ الدرس ونعود لترتيب ضمائرنا وانسانيتنا، نتمنى أن يكون العام الجديد عام سعيد وجديد
علينا وأن يحفظنا الله جميعاً ويرفع عنا الوباء والبلاء.