أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

ويَبْقى نبضُ القَلبِ لا يَنْسَى الأَحبَّةَ ..بقلم لمياء زكي


كتَبتْ: لمياء زكي


الوُدُّ نعمةٌ من نعمِ اللهِ-سبحانه وتعالى- منَّ بها على مَن اصطَفَاهم بحُبِّهِ ورحمته؛ فهو سُبحانه الودودُ الذي قال تعالى في كتابه العزيز؛ في سورة مريم:
{سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.
فيضع الله محبَّة مَنْ كان قلبُه به شيءٌ من الرَّحمة والإنسانيَّة والوُدِّ في قُلُوب النَّاس، فيجعل الله الأُلفَةَ بين قلوب عباده الصَّالحين الذين تمتلئُ قلوبهم بالرَّأْفة والمحبَّة والوُدِّ، فيُدخِلُ في قلوبهم الفرح والتَّودُّدَ والسُّرور والتَّوفيق الحنان والعطف.

ما أجملَ صفة الودِّ التي تكسوها الحُبّ والرَّحمة؛ فهي قيمة عظيمة، ونهج أصحاب الرُّقيِّ؛ منْ يكتسبون سمات الإنسانيَّة!


ما جعل هذه الكلمات يكتبها القلمُ هو الموقفُ الذي استوقفني مع صديقتي الغالية خديجة“؛ حين تلألأت عيناها بالدُّموع، وحين سألتها عن السَّبب، قالت لي: إِنَّه تمَّ ترقية مُديرتها؛ وسوف تنتقلُ إلى مكانٍ آخر إلى عملها الجديد.

image

 


استوقفتني تلك الدُّموع والمشاعر الحانية التي تدمي القلب، وتذرف العين دمعًا لها، فقلت لها: هذا خبرٌ يدعو للسُّرور! فلماذا الدُّموع إذن يا صديقتي؟!
قالت لي: لم تكن يومًا بالنِّسبة لي مديرتي في العمل فقط، بل كانت أُمِّي وصديقتي وأُختي؛ هي منْ كانت لي نعمة الرَّفيقة والسَّند، هي منْ أشعُرُ معها بأُلفةِ الأهل والمعنى المجسَّد لكلمة سند.
استوقفتني مرَّةً ثانية تلك الكلمات التي تنم عن نقاء القلب ومدى الإنسانية، فرغم بُعْدِ المسافة، وانقطاع جسر التَّواصل على المستوى العمليِّ والمهنيِّ، إلَّا أنَّها قد افتُتِحت جسورٌ من الحُبِّ والودِّ والأُلفة على المستوى الشَّخصيِّ والإنسانيِّ.
استكملت صديقتي حديثها المُفعم بالحُبِّ قائلة: مُديرتي شملتني بِسعَةِ صدرها، باحترامها لي وتقديرها لعملي إلى الحدِّ الذي يخجلني! لأقفَ حائرة؛ كيف لي أن أردَّ ولو جزءًا ممَّا تقوم به معي من عطاء وخبرة وحُبِّ وأُلفةٍ؟! فلن يَكفيها شكرٌ، ولن يَكفيها ثناء أو إطراءٌ، ولن يكفيها غيرُ الدُّعاء؛ فإنَّ الله تعالى عنده خيرُ الجزاء، فأتضرَّع إلى الله لأدعو لمديرتي الغالية بأن يفتح الله عليها فتوح العارفين في كلِّ خطوة تخطوها، وأن يُسدِّدَ خُطاها، ويبيِّضَ وجهها، ويجبرَ خاطرها جبرًا يتعجَّب له أهل السَّموات والأرض.


إليكِ مُديرتي:


قالت أحبُّ أن أرسل إليها رسالةً؛ أعبِّر بها عن حُبِّي لها، وامتناني لكلِّ ما قامت به من أجلي.
إلى الأُستاذة سُميَّة حارب عضو المجلس الاتحادي

 

 

image


* إليكِ مُدريتي باقة حُبٍّ واحترام وتقدير وودٍّ؛ معطَّرة بأمنيات السَّعادة والتَّوفيق

* إليكِ مُديرتي والأقرب إليَّ من أهلي، إليكِ دعائي في صلاتي وسجودي

* إليكِ مُديرتي خالص تحياتي واحترامي وتقديري؛ فمثلك تُرفع له القُبعة؛ فالقلوب الرَّائعة من حولنا هي السَّعادة، فاللَّهُمَّ أسعد قلوب من نحبُّهم فيك!
* إلى منْ أدركتُ معها أنَّ الحُبَّ والغلاوة قيمة كبيرة لا يتذوَّقها إلَّا من عاشها، وثمَّة قلوب جميلة يضعها القدر في طريقنا نتمنى أن تبقى معنا إلى الأبد.


الطَّيبون مصابيحُ تشرق قلوب من حولهم.


وصديقتي تتحدَّث وتوصف مشاعرها عن حبِّها وتقديرها لمديرتها الغالية، تذكَّرتُ قول أبي الدَّرداء -رضي الله عنه- حينما قال: “إِنِّي لأدعُو لأربعينَ مِنْ إخواني في سجودي وأُسمِّيهم بأسمائهم”.

وجعلتني أُفكِّر في هذا الموقف الإنسانيِّ الرَّائع حتى أصل إلى شيء واحد؛ أَلَا وهو: أنَّ المديرة الفاضلة تستحقُّ كلَّ هذه المشاعر الحانية، وتؤكد أن المديرة قدَّمت الكثير والكثير من الحُبِّ والودِّ والعطاء والألفة؛ لتجد كلَّ هذه المشاعر الصَّادقة التي لا يوقفها البُعد أو انتهاء المصالح المشتركة.

وتذكَّرت أيضًا قول الحسن البصريِّ -رحمة الله عليه- حين قال: “تواصلُوا مَعَ أَصحابِكُم؛ فَالصَّاحبُ الوَفِيُّ مِصبَاحٌ مُضيءٌ، قَدْ لا تُدرِكُ نُورَهُ إِلَّا إِذَا أظلَمَتْ بِكَ الدُّنيَا”.
هناك سعادة لا يشعر بها إلَّا من يبسط يده بالعطاء والحُبِّ والتَّراحم؛ سعادة يملأ بها الخالق أضعاف كفَّي عبده… ربَّ كلمةٍ طيِّبة غادرت صاحبها لتمطره سعادةً!
هناك من هم في حياتنا كالنُّجوم المضيئة في السَّماء، يروق لنا النَّظر إليها وإن بَعُدَتْ المسافات، بل كالشَّمس التي تزهو روحك بها يومًا بعد يوم؛ فالإنسانيَّة سمةٌ يعلو بها الإنسان ونهج أصحاب الرُّقي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.