إنها الحياة … قصة قصيرة بقلم / وفاء لبيب
إنها الحياة … قصة قصيرة بقلم / وفاء لبيب
حدثها ذات ليلة وقال لها انظرى من النافذة لتشاهدى ماتتمنيه من أحلام وآمال لتشاهدى حب حياتك ياإمرأة ملكت القلب والوجدان.
نظرت من النافذة والفرحة فى عيناها وعندما رأت لهفته المجنونة والقيثارة بين يديه يلحن لها أجمل سيمفونية للحب وعيناه مليئة بالشوق والإيمان بها كادت أن تطير وأصبحت يمامة بيضاء تحلق فى سماء العشق والهيام وحينها حدثها وأخبرها بأنها عشق حياته وآخرته ولا أحد يستطيع أن يفرق بينهما حتى الموت، فأسرعت نحوه وأمسكت بيديه والدموع تنهال من عيناها السوداوين العميقتين، ورموشها الطويلة تلمع فى الظلام كحبات اللؤلؤ المكنون وحينها ضمها إلى صدره وأخذها على حصانه الأبيض وذهب بها إلى ماكانت تتمناه.
مكان من تراث قديم يفوح منه عبق التاريخ يوجد به بورتريه لأجمل إمراة ملكت قلبه، وجرامافون به إسطوانات لفريد وكاظم وفيروز وايمان البحر ونجاة وعبد الوهاب وأسمهان وأم كلثوم وغيرهم من الرائعين، وأفلام من الزمن الجميل ولوحات فنية وكتب لنزار وشوقى ودنقل و جويدة وزهور من الريحان والياسمين وتراس يطل على بحر هادئ وطبيعة خلابة وبدر فى تمامه .
وجلسوا سويا يتأملوا القمر وإبداع الخالق فى لوحته الطبيعية وحبهم العميق ومستقبلهم وحياتهم القادمة، ألقت برأسها على كتفه وظل يحدثها ولكنها لم تستطيع الرد فظل يتحدث ويتحدث ويتحدث ولكنها لم تجيب فقال لها أيتها الحبيبة الغالية لماذا هذا الصمت الرهيب
فمسك يديها وحاول إيقاظها ولكنها لم تستجيب .
رحلت إلى عالم آخر كانت دائما تحلم بيه فى أحلام يقظتها.
أنها ستفارق الحياة عندما تأتيها الحياة.
