أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

خطورة ثورة الإتصالات ” تداول المعلومات وصراع الديانات”

خطورة ثورة الإتصالات ” تداول المعلومات وصراع الديانات”
إسهامات / ثروت عبدالرؤوف

بالرغم مما قدمته ثورة الإتصالات من خلال الإنترنت و منصات التواصل الإجتماعى من خدمات جليلة للبشرية في إتاحة التواصل بسرعة وبسهولة وتداول المعلومات وتبادل الأفكار و الآراء وفضح ما يحاول البعض أن يخفيه
إلا أن لها خطر عظيم وهو القدرة على تسميم العلاقات بين الناس وتفجير النزعات القومية والدينية بسرعة فائقة
إذ يكفى معلومة خطأ أو مكذوبة أو مضللة أو موجهة يضعها شخص ما على إحدى منصات التواصل أن تصنع أزمة كبيرة
بعض الدول تنبهت مبكرا لهذا الخطر وغيرت نظام التعليم من التلقين وحفظ المعلومات إلى كيفية الحكم على المعلومة قبل تداولها وتفكيكها وتحليلها لمعرفة من وراءها وما وراءها بصورة منهجية وعلمية وتنبه الإعلام فى هذه الدول لهذا الخطر وتصدى له وسلط الأضواء عليه ويحذر الناس ليل نهار منه
بعض الدول لظروف ما لم تتمكن حتى الآن من تطوير نظام التعليم ومازال التعليم فيها يعتمد على التلقين وجمع المعلومات وليس الحكم على المعلومة قبل التفاعل معها
ولم ينتبه الإعلام فيها لذلك ولم يسلط عليه الأضواء وينبه الناس الى خطورة تداول المعلومات قبل الحكم عليها وتفكيكها
والإعلام نفسه فى هذه الدول يلهث خلف المعلومات ويتناقلها ويتفاعل معها بدون وعى وتحدث الكوارث
ومن أكثر المناطق التى تعانى من هذا الخطر هى منطقة الشرق الأوسط لسببين الأول هو عدم تطوير أنظمة التعليم بها حتى الآن فى ظل غزوة ثورة الإتصالات والثانى وجود بنى صهيون فى هذه المنطقة وخلافاتهم مع دول الجوار وهم أكثر إدراكا بهذا الخطر وأكثر كفاءة فى إستغلاله كسلاح للوقيعة بين الناس
وما الصراع والحرب فى هذه المنطقة بين الديانات من مسلم ومسيحى و بين المذاهب من السنة والشيعة وبين القوميات من عرب وفرس وأتراك وبين العرقيات من عرب ومستعربين و بين نسيج الوطن الواحد من إصولين وتقدميين وبين الشعوب والأنظمة الحاكمة وحتى بين الاخ وأخيه المشتعلة أو التى تشتعل من حين لآخر إلا دليل على ذلك
أن العالم أجمع يوجد به كل هذا التنوع والإختلاف وأكثر لكن منطقة الشرق الأوسط مازالت هى الأسخن والاكثر مشاكل وصراع على مستوى العالم
وبينما تجاوز البعض خلافاته ووصل لمرحلة التعايش السلمي مازلنا متربصين ببعض ننتظر لحظة الإنفجار
ومن يتابع المتفاعلين على منصات التواصل الإجتماعى فى هذه المنطقة يمكنه بسهولة أن يدرك حجم هذا الخطر
مجرد بوست أو تويته لشخص ما قد يكون مجهول أو جاهل أو غير مدرك يتفاعل الكثير معها بدون وعى يهدد بتوتر العلاقات و بإشعال حرب
مالم نغير نظام التعليم وما لم يدرك القائمين على الأنظمة الإعلامية هذا الخطر فإنه كفيل وحده بأن يمزق هذه المنطقه بالكامل إلى أشلاء رغم وحدة اللغة ووحدة الدين ووحدة التاريخ والمصير
هذا خطر عظيم إنتبهوا له

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.