أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

النظارة السوداء والرجل الغامض بسلامته ” خلي بالك من زوزو”

أصبحت النظارة السوداء عند البنات والسيدات موضة بعد عرض هذه الأفلام " قصص طريفة لبنات زمان"

النظارة السوداء والرجل الغامض بسلامته ” خلي بالك من زوزو”

إسهامات: ثروت عبدالرؤوف

فى عام ١٩٦٣م، عرضت السينما المصرية فيلم النظارة السوداء عن رواية الكاتب القدير إحسان عبد القدوس،  بطولة الفنانة الجميلة نادية لطفى التى لعبت دور مارى الفتاة الإرستقراطية التى تعيش حياة بلا هدف، ولكن بسبب ثراءها وجمالها تحلق حولها الشباب وباقى أحداث الفيلم كما نعرفها.

٠٠
هذا الفيلم خلق حالة من الربط الذهنى بين الأرستقراطية والثراء والجمال وبين النظارة السوداء،  فترسبت في منطقة اللاوعي الجمعي.

 

وبعد عرض هذا الفيلم أصبحت النظارة السوداء عند البنات والسيدات موضة، بل حلم يداعب أحلام الحالمين بالجمال والأرستقراطية والثراء، وعنوان ضمني للأناقة والجمال والأرستقراطية.

 


وفي عام ١٩٧٢م، عرضت السينما المصرية فيلم “خلى بالك من زوزو”، رواية الكاتب الكبير صلاح جاهين وبطولة: الفنان الجميل الأنيق حسين فهمى الذي لعب دور الأرستقراطي التقدمي، وغنت له الفنانة سعاد حسنى دلوعة السينما المصرية في هذا الفيلم، الذي نجح نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.

 

فأغنية الرجل الغامض بسلامته متخفى بنظارة تأثرت البنات والسيدات بالنظارة السوداء لنادية لطفى، وتأثر الشباب والرجال بالنظارة السوداء لحسين فهمى
ككل أو معظم جيلى.

وأثناء الجامعة إرتديت نظارة سوداء بالرغم من ضعف نظرى وحاجتي لنظارة طبية، وبالرغم مما سببه ذلك من مزيد من ضعف النظر تمسكت بها لفترة طويلة ولم أتوقف عن إرتداءها حتى جاء الحل من صناع النظارات وظهور نظارات طبية وعليها غطاء نظارة شمسية سوداء.

حل عبقرى جمع بين بؤس النظارة الطبية، وأناقة وشياكة النظارة الشمسية السوداء فى الأماكن المشمسة، نضع الغطاء الأسود وفى الأماكن غير المشمسة نرفعه.

وظل الحال على هذا المنوال حتى فتح الله على العبد لله وأدرك أن التمسك بإرتداء النظارة السوداء ما هو إلا عبث وهوس وهبل بلا معنى،
هنا تحول موقفى من الإعجاب بإرتداء النظارة السوداء إلى شفقة بكل من يرتديها وخاصة الشخص الذى يرتديها فى الأماكن غير المشمسة حتى لو رفعها فوق حواجبه.

وسبحان من يغير ولا يتغير،
تغير موقفى من التمسك بإرتداء نظارة سوداء حتى على حساب ضعف النظر إلى الشفقة بمن يرتديها.

ومناسبة هذا الكلام شراء أحد الأبناء نظارة سوداء بمبلغ… وهو فى قمة السعادة وهو بيفرجنى عليها، إنتابتنى حالة من الضحك الهستيرى وحكيت له حكايتى مع النظارة السوداء ومدى تأثر الناس بفيلم النظارة السوداء وفيلم خلى بالك من زوزو، وتجربتى الشخصية أيام الجامعة ولكن لاحظت أنه ينظر نحوى كما لو كنت رجل معتوه أو أهبل يهذى أو من كوكب تانى أو من أهل الكهف!

تجاهل كل ما قلت وإرتدى النظارة وفرد صدره ونظر فى المرآة بإعجاب وكأنه لم يسمع كلمة واحدة مما قلت
وهنا خطر على بالى سؤال،
كيف ننقل خبراتنا لأبنائنا؟ وكيف نقنعهم بما إقتنعنا به بعد عذاب؟ وكيف تتغلب رغبتنا فى سعادة الأبناء على رغبتنا فى تفاديهم لتجاربنا السلبية؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.