أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

“أبى الذى أحببته”: مرآة الروح والوجدان والحب فى فن المسرح

“أبى الذى أحببته”: مرآة الروح والوجدان والحب فى فن المسرح

بقلم _ أمجد زاهر

مسرحية “أبي الذي أحببته”، التي قُدمت على مسرح الأنبا رويس، 

تعد تجربة مسرحية غنية بالعواطف والتحولات الدرامية، تناولت موضوعات الحب، الفقد، والغفران بأسلوب يثير التأمل.

حيث تتخللها لحظات من الألم والأمل، وتتقاطع فيها خيوط الواقع والخيال.

 

البداية السينمائية 

العرض يبدأ بإعلان سينمائي يُعرف الجمهور بأن القصة خيالية، مما يُعد تمهيداً جيداً لفصل الواقع عن الخيال ويُعطي المشاهد حرية التفكير في الرسائل الأعمق للعمل؛ من خلال الانغماس في عالم الرواية دون توقعات مسبقة.

 

السرد القصصى

المسرحية تنقلنا بعدها إلى مشهد مؤثر عند مدخل مستشفى، حيث يُعلم الأب بوفاة زوجته وولادة طفله.

الانتقال من الحزن إلى الرفض يُظهر تعقيدات العلاقات الأسرية والعاطفية.

 

الصراع الأبوى

المسرحية تُظهر الصراع العميق بين الأب وابنه، حيث يُعاني الابن من عدم قبول والده له، وهو ما يُمثل الصراع الإنساني الأزلى بين البحث عن الحب والتعامل مع الرفض.

 

التطور الدرامى

مع نمو الطفل وتطوره إلى شاب، نرى تكرار الأب للعنف الذي عانى منه، مما يُعقد العلاقة بينه وبين ابنه. 

كما نرى الابن يشارك والده نفس الموهبة في كتابة الروايات؛ هذا التوازي بين الأب والابن يخلق توترًا دراميًا يتجلى في رفض الأب لموهبة ابنه وتدميره لأعماله الأدبية.

 

التخيل والواقع 

الانتقالات بين الواقع والتخيلات تُضيف بُعداً درامياً للعرض، خاصةً عندما يتخيل الابن لقاءه بأمه المتوفية، مما يُعطي لمحة عن الألم النفسي الذي يُعاني منه.

هذه اللحظات الخيالية تضفي عمقًا عاطفيًا على العرض وتكشف عن الرابط الخفي بين الأم وابنها.

 

الكشف والغفران

اللحظة التي يكتشف فيها الابن الرواية التي كتبها أبوه تُعد ذروة العرض،

حيث يُعبر الأب عن ندمه ويطلب الغفران، وهو ما يُمثل الرحلة الروحية نحو الفهم والتسامح.

 

كسر الايهام 

العرض يتميز بتقنية كسر الإيهام، حيث يتم تقديم الشخصيات الخيالية كمشاعر وأحاسيس الكاتبة، وتتحول الرواية إلى مسرح داخل المسرح.

هذه الطبقات المتعددة من السرد تعزز تجربة المشاهد وتدعوه للتفكير في العلاقة بين الخالق والخلق.

 

الأداء والإخراج

وعلى الرغم من النص القوي والموضوعات العميقة، فقد عانى العرض من بعض النقاط الضعيفة، خاصةً فيما يتعلق بالتمثيل والإخراج.

الأداء الضعيف للممثلين وعدم وضوح النطق أثرا سلبًا على قدرة الجمهور على الاندماج مع الشخصيات والقصة.

الأخطاء الإخراجية أدت إلى شعور بالملل لدى الجمهور، مما يشير إلى أن هناك مجالًا للتحسين في المستقبل.

 

الرسالة والتأثير

على الرغم من التحديات، تُنهي المسرحية برسالة قوية عن الغفران والأمل.

كما ذكرت ،الأب يطلب الصفح من ابنه، مما يُقدم لحظة مؤثرة تُظهر قوة الغفران والتحول والتغير الشخصى.

 

مسرح الأنبا رويس: صرح ثقافي 

مسرح الأنبا رويس، بتاريخه العريق وتطوره عبر العصور، يوفر مساحة فنية مثالية لمثل هذه العروض المعقدة والمتعددة الأبعاد.

ومع الجهود المستمرة لتحسين الجودة، يمكن لهذا المسرح أن يستمر في تقديم تجارب ثقافية غنية لجمهوره وذلك تحت إشراف وإدارة مديرة المسرح ” ميرفت صليب” 

 

في الختام، مسرحية “أبي الذي أحببته” تقدم رحلة مسرحية مؤثرة تستكشف العلاقات الأسرية والإبداع الأدبي، وتطرح أسئلة عميقة حول الحب والفقد والغفران.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، فإن العرض يظل شاهدًا على قوة المسرح كوسيلة للتعبير عن العواطف الإنسانية الأكثر تعقيدًا.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.