أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الإسلام هو أول من كرم المرأة و أعاد لها حقوقها المسلوبة

الإسلام هو أول من كرم المرأة و أعاد لها حقوقها المسلوبة

ريهام طارق

يحتفل العالم باليوم العالمي للمراه، لنقدم لها باقات من الورود عليها كلمات تعبر عن تقديرنا لدورها الهام والمؤثر والفعال في المجتمع، ولكن قبل ما يحتفل بها اليوم العالمي، جاء ديننا الإسلامي من مئات السنين لـ يكرم و ينصف المرأة، و يحررها من ظلم وظلام الجاهلية و أعطاها حقوقها كاملة، بوصفها إنسانا كاملا و كرمها بوصفها أنثى، وبنتا وزوجة وأما وعضوا مؤثر وفعال في المجتمع وجعل لها كلمة مسموعة في كل وقت وحين، وقد أكد الإسلام أن للمرأة دورا هاما في المجتمع الذي تعيش فيه.

المرأة قبل الإسلام:

كانت المرأة قبل الإسلام يتشاءمون من ولادتها، ويصف حال الآباء عند ولادة البنات، قال تعالى في كتابه الكريم: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القوم مِن سوء مَا بشر به أيمسكه عَلَى هون أَمْ يَدُسُّهُ فِي التّراب أَلاَ ساء مَا يحكمون”.

 [النحل: 58-59].

وكانت من التقاليد المتوارثة تبيح للأب أن يئد ابنته خشية من فقر قد يقع عليه، أو من عار تجلبه حين تكبر على قومها، لذلك كانت تقتل وهي صغيرة لئلا تجلب لهم العار، حتي جاء الإسلام وأنقذها و انتشلها من مستنقع الجهل ذاك، وفي ذلك يقول القرآن منكرا عليهم و مفزعا لهم : “وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ”.

 [التكوير: 8-9].

كان المجتمع قبل الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها مخلوق ناقص خلقت فقط من أجل خدمة الرجل، و تحسب ضمن ممتلكاته، و تورث ضمن ميراثه بعد وفاته، وكانت بعض الشرائع القديمة تعطي الأب الحق في بيع ابنته، فنهي الإسلام و ساوى بين الابنه والابن قال تعالى: “لِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ”.

 [الشورى: 49-50].

المساواة في الإنسانية:

فالنساء والرجال في الإنسانية سواء، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”

 [الحجرات: 13]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما النساء شقائق الرجال

إن الإسلام أكد انسانيه المرأة و أهليتها للتكليف، والمسؤولية والجزاء ودخول الجنة واعتبرها إنسانا كريما، له الحق في كل ما للرجل من حقوق إنسانية، فهما متساويان في أصل النشأة، وفي الخصائص الإنسانية العامة، متساويان في التكليف والمسؤولية، و في الجزاء والمصير، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”.

تحريم قتل النساء في الحرب:

ومن مظاهر هذا التكريم رفق الإسلام ورحمته بالنساء، تحريم قتل النساء في الحرب، وأمر مباشرة الحائض و مواكلتها، وقد كان اليهود ينهون عن ذلك و يحتقرونها ويبتعدون عنها ولا يواكلونها حتى تطهر.

تكريم الرسول للمرأة:

ومن صور تكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة حينما جعل النبي صلى الله عليه وسلم خير المؤمنين الذي يعامل أهله بكل معروف وخير، حيث قال “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.

ولما ضربت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب من ذلك، فعن عبد الله بن زمعة قال “وعظ النبي صلى الله عليه وسلم في النساء فقال: “يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد ثم يعانقها آخر النهار” رواه البخاري. 

ولما جاءت نساء يشكون أزواجهن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم” رواه أبو داود. 

وفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرم نسائه ويحسن إليهن فقد كان رسول الله المثل الأعلى في الحب والمودة واجتناب هجر الكلام المؤذي.

ومن مظاهر التكريم في الإسلام للمرأة عدم خدش إحساسها ومشاعرها فمن ذلك :

عدم ذكر محاسن غيرها من النساء أمامها بقصد اغاظتها؛ إلا إذا كان بقصد تأديبها وتوجيهها، تقول عائشة رضي الله عنها “ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها …. الحديث”

صون اللسان عن رميها بالعيوب التي تكره أن تعاب بها، سواء أكانت خلقية لا تملك من أمر تغييرها شيئاً كدمامة أو قصر، أم كانت خلقية لها دخل فيها مثل التباطؤ في إنجاز العمل، قال صلى الله عليه وسلم “ولا تضرب الوجه ولا تقبح”.

لا ينبغي الاشمئزاز وإظهار النفور منها، ولتكن النظرة إليها بعينين لا بعين واحدة، فكما أن فيها عيوبا فإن فيها محاسن ينبغي ألا تغفل وتنسى، قال تعالى: “فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً”.

 [النساء:19]

وقال صلى الله عليه وسلم “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر” رواه مسلم .

حقوق المرأة المالية في الإسلام:

جاء الإسلام لينهي ما كان عليه كثير من الأمم من حرمان النساء من التملك والميراث أو التضييق عليهن في التصرف فيما يملك، واستبداد الأزواج بأموال زوجاتهم فأثبت لهن حق التملك بأنواعه المشروعة، فشرع الوصية والإرث لهن كالرجال، وأعطاهم حق البيع والشراء و الإجارة و الهبة والوقف والصدقة و الكفالة و الحوالة والرهن وغير ذلك من العقود والأعمال ويتبع ذلك حقوق الدفاع عن مالها كالدفاع عن نفسها، بالتقاضي وغيره من الأعمال المشروعة.

تكريم الزوجة في الإسلام:

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا”، أي أن الله خلقهم من نفس واحدة وجعل من هذه النفس زوجا تكملها، وتكتمل بها .

قبل ظهور الدين الإسلامي كانت الديانات تعتبر المرأة رجسا من عمل الشيطان، يجب الفرار منه، وجسدها نجس ، واوصت باللجوء إلى حياة الرهبنة،و الانقطاع إلى العبادة والانفصال عن متاع الدنيا كله، فلم يعد يمس قلبه أبدًا، حتى لو ملكته يده فهو لا يشعر به ولا يجد له لذة ولا حلاوة، فجاء الإسلام واعلن بطلان الرهبانية، والتبتل وحث على الزواج، واعتبر الزوجة آية من آيات الله في الكون، قال تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)”.

 [الروم: 21].

وضع الإسلام قواعد حقوق الزوجة على زوجها وهي :

الحق الأول: 

الصَداق” الذي أوجبه الله للمرأة على الرجل إشعارا منه برغبته فيها وإرادته لها، قال تعالى: “وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”.

 [النساء: 4].

الحق الثاني: 

النفقة“، فالرجل مكلف بتوفير المسكن والمأكل والملبس والعلاج لامرأته بالمعروف، والمعروف هو ما يتعارف عليه أهل الدين والفضل من الناس بلا إسراف ولا تقتير، قال تعالى في كتابه الكريم: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا”.

 [الطلاق: 7].

الحق الثالث:

“المعاشرة بالمعروف” قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.

 [النساء: 19].

مساواة المرأة للرجل في التكليف والتدين والعبادة:

وفي مساواة المرأة للرجل في التكليف والتدين والعبادة

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”. [الأحزاب: 35].

المساواة بين الرجل والمرأة في جزاء العمل:

ساوي القرآن بين الرجل والمرأة في جزاء العمل قال الله تعالى : “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

 [التوبة: 71].

وفي قصة آدم توجه التكليف الإلهي إليه وإلى زوجته على حد سواء

قال تعالى: “يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ”.

 [البقرة: 35]. 

وحقيقة تفاصيل هذه القصة كما ذكرها القرآن أنها نسبت الإغواء إلى الشيطان لا إلى حواء كما فعلت التوراة المحرفة: “فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)”.

 [البقرة: 36].

ولم تكن حواء البادئه بالأكل من الشجرة بل كان الخطأ منهما معا، كما كان الندم والتوبة منهما جميعا: “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

 [الأعراف: 83].

و في بعض الآيات نسب الخطأ إلى آدم بالذات وبالتحديد عن قوله: “وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا”.

 [طه: 115].

“فوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى”.

 [طه: 120].

وقال تعالى في كتابه الكريم: “وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى”

 [طه: 121].

كما نسبت إليه سورة التوبة إلي آدم وحده أيضا قال الله تعالى: “ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى”.

 [طه: 122]. 

مما يفيد أن آدم كان الأصل في المعصية وامرأته تابع له، ومهما يكن الأمر فإن خطيئة حواء لا يحمل تبعتها إلا هي، وبناتها براء من إثمها، ولا تزر وازرة وزر أخرى: “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

 [البقرة: 134].

كما نص القرآن على أن الأعمال لا تضيع عند الله، سواء كان العامل ذكرا أم أنثى، فالجميع بعضهم من بعض، من طينة واحدة، وطبيعة واحدة، قال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”.

[النحل: 97].

كيف كرمت الأم في الإسلام: 

قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا”.

[الأحقاف: 15].

لم أري دين جاء إلى الدنيا، كرم الأم وأعلى من مكانتها، مثل الدين الإسلامي، الذي أوصانا بها وعظم شأنها وجعل برها من فضائل الأعمال، كما جعل حقها أكبر من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والوضع و الإرضاع والتربية، وهذا ما يقرره القرآن، و كرره في أكثر من سورة ليثبت في أذهان الأبناء، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ”وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.

[لقمان: 14].

كما ذكر الله في كتابه الكريم أمثلة وقدوة حسنة لـ أمهات صالحات كان لهن أثر ومكان في التاريخ.

السيدة خديجة رضي الله عنها:

السيدة خديجة في حمل أعباء الدعوة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم وكانت من أوائل الذين أسلموا من النساء والرجال، فوقفت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الشدة قبل اليسر، فحملت عنه أعباء الدعوةِ ومشاقّها، وجاهدت في سبيل الله بنفسها ومالها.

ذات النطاقين أسماء رضي الله عنها:

ذات النطاقين أسماء رضي الله عنها عندما كانت تُخاطر بنفسها لتوصيل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ووالدها أبي بكر، فكانت تسير مسافة بعيدة والأرض شاقة ووعرة والشمس حارقة، فضحت في سبيل الله نُصرةً للدعوة ولنهضةِ المجتمع.

أم نبي الله موسى:

أم نبي الله موسى تستجيب إلى وحي الله، و تلقي ولدها فلذة كبدها في اليمّ مطمئنة إلى وعد ربها، قال تعالى:”وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”.

 [القصص: 7].

أم سلمة رضي الله عنها:

أم سلمة رضي الله عنها في المشورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عادوا من صلح الحديبية وكانت نيتهم الحج فعقدوا الصلح، فانتكس الصحابة فما كان من أم سلمة إلا أن تشير على رسول الله بأن يفعل كما لو أنّه عاد من الحج، ففعل ذلك، ففعل الصحابة ذلك وبهِ تغيرت الأجواء وعمت السعادةُ والرضى.

أم السيدة مريم العذراء:

أم السيدة مريم العذراء التي نذرت ما في بطنها محررا لله، خالصا من كل شرك أو عبودية لغيره، داعية الله أن يتقبل منها نذرها، قال تعالى (فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

 [آل عمران: 35].

فلما كان المولود أنثى على غير ما كانت تتوقع لم يمنعها ذلك من الوفاء بنذرها، سائلة الله أن يحفظها من كل سوء، قال تعالى (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)

 [آل عمران: 36].

مريم ابنة عمران أم المسيح عيسى:

مريم ابنة عمران أم المسيح عيسى، جعلها القرآن آية في الطهر والقنوت لله والتصديق بكلماته قال الله تعالى: “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ”.

(التحريم، آية : 12).

وهذا تأكيد من القرآن الكريم في قصصه أن بعض البنات قد تكون أعظم أثرا و أخلد ذكرا من كثير من الأبناء الذكور، كما في قصة مريم ابنة عمران، التي اصطفاه الله على نساء العالمين، وقد كانت أمها عندما حملت بها تتمنى أن تكون ذكرا يخدم الهيكل، ويكون من الصالحين.

قال تعالى: “إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا”.

 [آل عمران: 35-37].

كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل أب أحسن صحبة بناته، وصبر على تربيتهن وحسن تأديبهم ورعاية حق الله فيهن حتى يبلغن أو يموت عنهن، وجعل الله جزاؤه الجنة و منزلته بجوار رسول الله في دار الآخرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن، أدخله الجنة برحمته إياهن”، فقال رجل واثنتان يا رسول الله؟ قال “و اثنتان”، قال رجل يا رسول الله وواحدة، قال “وواحدة”.

لذلك لم تعد ولادة البنت عارا أو بلاء و اصبحت المراه نعمة تشكر، ورحمة ترجى، وتطلب لما وراءها من فضل الله تعالى، وأصبح للبنت في قلب أبيها مكان عظيم، ووضعها الإسلام في مكانة عظيمة، و أكرمها بما لم يكرمها به دين آخر، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال وما زالت مجتمعات المسلمين، تولي المرأة اهتماما شديدا، و ترعاها رعاية خاصة، امتثالا لـ وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء وبحفظ المرأة و إكرامها والإحسان إليها، وجعل مكانة المرأة في الإسلام لا تضاهيها أي مكانة لها في الأديان و الفلسفات الأخرى، فقد وضع الإسلام المرأة في مكانها اللائق بها إلى جانب الرجل، شأنه في ذلك شأن كل ما جاء به من هداية للبشرية لأنه تنزيل من حكيم حميد.

قال الله تعالى: “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”

 {الملك:14}.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.