خُذْني… وَلا تَنْسَ…
خُذْني… وَلا تَنْسَ…
بقلم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ
خُذْني إِلى هُناك…
إِلى حَيْثُ كُنّا… عِنْدَما الْتَقَيْنا أَوَّلَ مَرَّة…
خُذْني إِلى حينٍ…
عِنْدَما كُنْتُ أَنا… فيكَ كُلُّكَ مُنْبَهِرَة…
إِحْمِلْني إِلى ماضٍ بَعيدٍ…
حَتّى لَوْ كانَ ذَلِكَ عَلى أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ المُتَكَسِّرَة…
فَأَنا أُريدُ أَنْ أَراكَ مِنْ جَديدٍ…
كَيْ أُنْقِذَ صورَتَكَ التي باتَتْ في نَظَري مُتَشَوِّهَة…
قَدْ حاوَلْتُ جُهْدي… أَلّا أَبْقى مُنْكَسِرَة…
قَدْ صارَعْتُ نَفْسي… كَيْ لا تَكونَ لَكَ ظالِمَة…
ناجَيْتُ الطُّيورَ… مُناشِدَةً إِيّاها… أَنْ تَحْمِلَ لَكَ مِنْ قَلْبي رِسالَة…
هِيَ آخِرُ رِسالَةٍ… وَمِنْ بَعْدِها… أَنْتَ مِنّي لَنْ تَسْمَعَ…
لِأَنَّ الحُبَّ… الذي في قَلْبي لَكَ… قَدْ فَتَرَ…
بَلْ دَعْني أَكونُ مَعَكَ صادِقَة…
هُوَ لَمْ يَفْتُر… وَإِنَّما قَدْ انْتَهى…
لِأَنَّ أَمْثالي… لا يُمْكِنُهُنَّ العَيْشُ… دونَ كَرامَة…
كَما أَنَّنا نُحِبُّ في الرِّجالِ… صِفَةَ الشَّهامَة…
أَمْثالُنا يَمْقُتْنَ الخِيانَة…
فَلَمْ تَعُدْ تِلْكَ العُيونُ قادِرَةً عَلى أَسْري… لِأَنَّها باتَتْ جَبانَة…
لا تَقْوى عَلى مُواجَهَتي… بِحَقيقَةٍ… كُنْتُ قَدْ أَدْرَكْتُها وَحْدي… دونَ أَنْ أُعَرِّضَ نَفْسي لِلْإِهانَة…
هِيَ لَمْ تَعُدْ تَأْسِرُني… كَما فَعَلَتْ عِنْدَ لِقائِنا الأَوَّلِ… فَأَنا الآنَ قَدْ بِتُّ بِنَظَرِكَ المُدانَة…
فَكَيْفَ لا… وَأَنا التي وَثِقَتْ بِكَ… وَانْغَرَمَتْ… إِلى حَدِّ الثَّمالة…
كُنْتُ أُغْمِضُ عَيْنَيَّ… وَأُطْبِقُ عَلَيْكَ بابَ قَلْبي… مُطْمَئِنَّةً بِأَنَّ قَلْبَكَ قَدْ وَجَدَ عِنْدي مَكانَه…
لَمْ أَكُنْ أَعي… بِأَنَّكَ مِنَ الطُّيورِ المُهاجِرَة…
وَبِأَنَّكَ غَيْرُ صائِنٍ لِلْعِشْرَة…
وَبِأَنَّ قَلْبَكَ خالٍ تِجاهي… مِنْ كُلِّ مَشاعِرٍ وَمَوَدَّة…
رُدَّ لي قَلْبي… بِاللهِ عَلَيْكَ رُدَّه…
لِأَنَّكَ قَدْ خَذَلْتَني… فَباتَ غَدْرُكَ لي مَمْقوتًا… وَزائِدًا عَنْ حَدَّه…