تأثير التكنولوجيا الايجابى والسلبى على الأطفال

تأثير التكنولوجيا الإيجابي والسلبي على الأطفال
بقلم / د. سلوى سليمان
بات عالم التكنولوجيا مألوف لدي الغالبية العظمي من الأطفال ، فأصبح إستخدامهم للأجهزة الإلكترونية من الأمور المعتادة التى قد لا يستطيع الأب والأم السيطرة عليها، إلا أنه من المهم تنظيم تلك الاستخدامات للاستفادة بمزاياها والتغلب على عيوبها ، وقد يرى الآباء أن إستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية بالنسبة للأطفال يقتصر على كونه وسيلة من وسائل الترفيه أو الاستمتاع بالوقت بممارسة الألعاب الإلكترونية،وللأجهزة الإلكترونية فوائد و مساوئ ؛فقد أظهرت العديد من الأبحاث أن للتكنولوجيا آثار إيجابية وأخرى سلبية على قدرتهم على التفكير وعلى سلوكهم ، ومن الإيجابيات :
– ان لها دور فعال فى تنمية ذكاء الأطفال و تطور
تفكيرهم ،وتقدمهم علميا ، أيضا يسهل التواصل المستمر معهم أثناء عدم تواجدهم فى المنزل ،فضلا عن ان فكرة امتلاكهم لجهاز إلكتروني خاص بهم ستعلمهم حتما ضرورة تحمل مسؤولية الحفاظ عليه وعدم تعريضة للكسر أو التلف، وينطبق ذلك على باقى تعاملاتهم مع الأشياء المحيطة بهم. ولا نغفل تأثير التكنولوجيا على طريقة تفكيرهم و أيضاً على طريقة نمو أدمغتهم وتطورها، حيث يؤكد الكاتب التكنولوجي “نيكولاس كار ” على قدرة التكنولوجيا على تحفيز الدماغ على تفحص المعلومات وتخزينها بسرعة، وايضا قد أفادت بعض الأبحاث بأن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد في تنمية أنواع محددة من المهارات. فإذا استخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الاطفال التواصل مع أصدقائهم و أقاربهم من خلال برامج التواصل مثل سكايبي ؛ فيكتسبوا المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الاجتماعية.
اما عن السلبيات فتؤكد الدراسة التي نشرتها” كيلي لورسون” ، والتي أفادت بأن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا تسبب زيادة نسبة الدهون لدى الأطفال، بالإضافة إلى تناقص ساعات النوم لديهم، وقد ربط العلماء بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا مع رفع احتمال حدوث السلوكيات الخطيرة لدى الأطفال ، كالتدخين أو تعاطي المخدرات وغيرها من تقلبات المزاج إضافة إلى أنها قد تسبب تكسير الروابط العاطفية بين الآباء وأطفالهم ويمكن أن يتعرض الأطفال الذين يفرطون في استخدام التكنولوجيا وألعاب الفيديو للعديد من المشاهد العنيفة التي تتسبب في رفع معدل الأدرينالين ومستويات التوتر لديهم، وارتفاع معدل دقات القلب ،وذلك لعدم قدرتهم على تمييز حقيقة ما يشاهدونه .
واخيرا .. من المهم مراعاة حدود الاستخدام الآمن الذى لا يؤثر على البصر أو التركيز أو النشاط الدراسى ومهم جدا ايضا الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا للتقليل من حدوث سلبيات وتنمية عدد من المهارات المعرفية والاجتماعية، وتقوية الروابط بينهم وبين الآباء .