إلى هذا العالم.. بقلم فضيلة الشيخ/ احمد يونس عبد الخالق

إلى هذا العالم..

بقلم فضيلة الشيخ/ احمد يونس عبد الخالق

إلى هذا العالم الذي يستيقظُ كلَّ صباحٍ على الأغنية ذاتها.. تلك الأغنية التي تصدر عن ذلك الجهاز الذي لا يعمل إلا بإدخالِ تلك العملةِ النقديةِ المعتادةِ.. تلك الأغنية التي تختلف ألحانها تمامًا باختلاف هذه العملة ولكن تبقى كلماتها.. يسمعها الجميع كما هي.. طعامٌ.. شرابٌ.. عملٌ ثم عودة للنوم.. تلك الأغنية التي تنقطع عن أحدهم في منتصف يومه.. تلك الأغنية التي لا تتاح بالمرة لأولائك الذين لا يجدون هذه العملة لديهم..

كورونا

تلك الأغنية التي باتت اليوم صعبةً بل منقطعةً عن بعضهم فهم لا يخرجون من بيوتهم لأن ” كورونا ” أصبح يهدد الجميع!
أيها العالم.. إن لم تشعر اليوم بهم فمتى ستشعر؟ إن لم تقدم لهم يد العون اليوم فمتى ستفعل؟
أنت الآن أمام اختبارٍ غير يسير هل ستنجح هذه المرة؟
هل ستثبت لنا أنك لم تقم بنسيانهم؟

لا أدري!

أيها العالم.. نداءٌ ليس له صدى!
أعجبني أولائك الشباب الذين تربوا على قيمٍ جعلتهم يضحون براحتهم ليعاونوهم.. ليساعدوهم.. ليوفروا لهم تلك العملة بكل حب.. بكل أدب.. بكل تعاون
لكن أثار سخطي وغضبي أولائك الشباب الذين يشيعون بين الناس أن كورونا ليس خطرًا إلا على كبار السن!
أيها العالم.. إنني أشكرك على النوع الأول من هؤلاء الشباب.. دعني أوبخك قليلًا على النوع الآخر!
أتعلم.. لا حاجة لي بتوبيخك.. لا داعي لذلك!
أيها العالم..لنأطيل في حديثي إليك لكن دعني أقول إن هذه الأغنية غدًا ستنتهي ولن يحتاج لسماعها أحد.. سنحتاج فقط أن نتذكر أننا تشاركناها مع أحد.. أيها العالم!