أحدث أخبار الفن والرياضة والثقافة والمرأة والمجتمع والمشاهير في كل المجالات

الأنيق والمنكوش بين شفيع شلبي ومصطفي أمين

 بقلم صموئيل نبيل أديب

المستشار الإعلامي

ما العلاقة التي تجمع مذيعاً بشعر منكوش اسمه شفيع شلبي وعملاق الالتزام الصحفي مصطفى أمين؟ بالتأكيد ستظن أنه التضاد في المظهر.. فبينما كان “مصطفى أمين” حازماً جداً في تدقيقه على مظهر الصحفيين في جريدة أخبار اليوم… لدرجة أنه وظف حلاقاً خاصاً في مبنى جريدة الأخبار ليقص شعر الصحفيين بما يتناسب مع وقار مهنة الصحافة.

اشتهر “شفيع شلبي” بأنه المذيع الذي يظهر على التليفزيون منكوش الشعر لا يرتدي بدلة و إنما قميص كاجوال مفتوح الصدر، وأصبح ذلك مصدر صدام دائم له مع رؤسائه واستدعى تحويله للتحقيق أكثر من مرة.

الغريب والعجيب أن الشعب المصرى أحب كليهما..” مصطفى أمين” بتدقيقه الذي أصبح رمز الوقار و نبراس العمل الصحفي، و أحب “شفيع شلبي” الذي أصبح أيضا رمزاً من رموز عالم الإخراج والإذاعة بعدما صنع أكثر من ألف فيلم تسجيلي بالعربية بالرغم من إبعاده المتعمّد عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون.

نوعان من الحب قد تصنّفة أنت تحت “ازدواجية الشعب المصرى” بينما أصنفه أنا على أنه تأكيد لقاعدة أن من يعمل لصالح الناس تحبه الناس.. فكلّ من “مصطفى أمين “الذي أفنى عمره دفاعاً عن حرية الكلمة، حتى لو تسبب ذلك في اعتقاله.. و “شفيع شلبي” الذي خرج من التليفزيون بسبب تحقيقاته التليفزيونية عن الفساد، كان هدفهما جوهر الأمانة الإعلامية.

أحب المصريون “مصطفى أمين” وهو يرتدي الكرافته طوال حياته.. و عشقوا” شفيع شلبي” المنكوش الشعر حتى وفاته… لأن كليهما اهتمّ بالجوهر، ودافع عن الأخلاق والقيم والمبادئ.. و أهتمّ بالناس على حساب أنفسهم.

“شفيع شلبي و مصطفى أمين”.. كلاهما رسالة إلى من يدافعون عن الخطأ بدعوة أنه أصبح واقعا .. و إلى من يطالبون بالتحرر من قيود اللغة العربية والكتابة بالعامية بدعوة الوصول إلى الشباب والنشء… حياتهما تقول بأن الحق ليس له نهاية .. و أن الدفاع عن المبادئ و القيم هو رحلة لا تنتهي و لا ترتبط بوظيفة أو مكان .. و أن الوصول إلى الناس لا يأتي إلَّا… بالدفاع عن مصالح الناس. رحم الله كل ” أمينٍ” في الدنيا و جعل عمله ” شفيعا” له يوم القيامة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.